فهذه الآيات جميعا تشير إلى أنه في القيامة
يحصل تصدع عظيم بحيث يتميز كل صنف في محال خاصة به لا ينازعه فيها سائر الأصناف.
ولهذا يقال في ذلك اليوم للمجرمين الذين
يطمعون أن يجالسوا المؤمنين:﴿ وَامْتَازُوا الْيَوْمَ أَيُّهَا
الْمُجْرِمُونَ﴾
(يّس:59)، ويقال
لهم:﴿ مَكَانَكُمْ أَنْتُمْ وَشُرَكَاؤُكُمْ﴾ (يونس: 28)
وعندما يطمع المنافقون أن يقتبسوا من أنوار
المؤمنين يقال لهم:﴿ ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُوراً فَضُرِبَ
بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِنْ
قِبَلِهِ الْعَذَابُ﴾
(الحديد:13)
وإلى هذا التميز الإشارة بقوله
تعالى:﴿ احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ﴾ (الصافات: 22)، وبقوله تعالى:﴿
وَإِذَا أُلْقُوا مِنْهَا مَكَاناً ضَيِّقاً مُقَرَّنِينَ دَعَوْا هُنَالِكَ
ثُبُوراً﴾ (الفرقان:13)
فقد ورد في تفسير هذه الآيات أن المراد منه
الجمع بين النظراء أو الأشكال منهم كل صنف إلى صنف، وقد ورد في الحديث قوله a: (يقرن كل رجل مع كل قوم كانوا
يعملون كعمله) [1]