اسم الکتاب : ثمار من شجرة النبوة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 89
الأنبياء والرسل؟ وأسفاه! إن شباب المسيحيين الذين هم أبرز
الناس مواهب، ليسوا علي علم بأي أدب ولا أية لغة غير العربية، فهم يقرأون كتب
العرب ويدرسونها بلهفة وشغف، وهم يجمعون منها مكتبات كاملة تكلفهم نفقات باهضة ن
وإنهم ليترنمون في كل مكان بمدح تراث العرب. وإنك لتراهم من الناحية الأخري يحتجون
في زراية إذا ذكرت الكتب المسيحية بأن تلك المؤلفات غير جديرة بالتفاتهم، فواحر
قلباه! لقد نسب المسيحيون لغتهم، ولا يكاد يوجد منهم واحد في الألف قادر علي إنشاء
رسالة إلي صديق بلاتينية مستقيمة! ولكن إذا استدعي الأمر كتابة العربية ن فكم منهم
من يستطيع أن يعبر عن نفسه في تلك اللغة بأعظم ما يكون من الرشاقة، بل لقد يقرضون
من الشعر ما يفوق في صحة نظمه شعر العرب أنفسهم)[1]
أما في الفلسفة، فقد كان أثر المسلمين في التفكير الفلسفي
لأوربا عظيمًا، وكانت أسبانيا هي مركز تأثير الفلسفة الإسلامية على الفكر الأوربي
الغربي، لأن أوربا لم تعرف فلاسفة الشرق إلا عن طريق الأندلس حيث أشرف ريموند أسقف
طليطلة على ترجمة أعمال الفارابي وابن سينا والغزالي وغيرهم.
والمسلمون هم الذين حفظوا فلسفة كبار فلاسفة اليونان وعلى ما
سطروه في كتبهم وبخاصة أرسطو وأوصلوا هذا التراث إلى الغرب، فاتصال العقلية
الأوربية الغربية بالفكر العربي هو الذي دفعها لدراسة الفلسفية اليونانية.
وقد قرر روجر بيكون أن معظم فلسفة أرسطو ظلت عديمة الأثر في
الغرب لضياع المحفوظات التي حوت هذه الفلسفة أو لندرتها وصعوبة تذوقها حتى ظهر
فلاسفة المسلمين الذين قاموا بنقل فلسفة أرسطو وشرحها وعرضها على الناس عرضًا شاملاً.
ومن فلاسفة الأندلس الذين كان لهم أعمق الأثر في الفكر الأوربي،
ابن باجه، وابن