اسم الکتاب : ثمار من شجرة النبوة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 88
وطريقة علاج هذه الموضوعات، كما يتمثل هذا في فكرة الحب العذري
التي تسود الغزل في الشعر البروفنسالي، فإنه يرتد إلى الشعر الأندلسي، وأزجال ابن
قزمان، وقد عرض فكرة الحب العذري، ابن حزم في كتابه (طوق الحمامة).
أما في مجال القصة الأوربية، فنجد أن هذه القصة تأثرت في نشأتها
بما كان عند العرب من فنون القصص في العصور الوسطى وهي: المقامات، وأخبار
الفروسية، وأمجاد الفرسان مغامراتهم لإحراز المجد أو في سبيل الحب.
وترى طائفة من النقاد الأوربيين أن رحلات (جليفر) التي ألفها
سويفت، ورحلة (روبنسون كروزو) التي ألفها ديفوى، تدين لقصص ألف ليلة وليلة،
ولرسالة حى بن يقضان التي ألفها الفيلسوف الأندلسي المسلم ابن الطفيل، وقد وضح أنه
كان لترجمة ألف ليلة وليلة إلى اللغات الأوربية أول القرن الثاني عشر أثر عظيم
وبالغ الخطورة على الأدب الأوربي.
ولم تنقطع الصلة بين الأدب الإسلامي والآداب الأوربية الحديثة
حتى اليوم، ويكفي لبيان الأثر الذي أبقاه الأدب الإسلامي في آداب الأوربيين أننا
لا نجد أديبا واحدا من نوابغ الأدباء عندهم قد خلا شعره أو نثره من الإشارة إلى
بطل إسلامي، أو نادرة إسلامية، ومن هؤلاء: شكسبير، أديسون، بايرون، سودى، كولردج،
شيلي من أدباء الإنجليز، ومن أدباء الألمان، جيته، هرور، وليسنج، ومن أدباء فرنسا:
فولتير، لافونتين.
وقد صرح لافونتين باقتدائه في أساطيره التي ألفها بكتاب (كليلة
ودمنة) الذي عرفه الأوربيون عن طريق المسلمين.
وقد ذكر (ألفارو القرطبي) اهتمام أهل الأندلس من المسيحيين
بالآداب العربية، فقال: (يطرب إخواني المسيحيون بأشعار العرب وقصصهم، فهم يدرسون
كتب الفقهاء والفلاسفة المحمديين لا لتفنيدها، بل للحصول علي أسلوب عربي صحيح
رشيق، فأين تجد اليوم علمانيا يقرأ التعليقات اللاتينية علي الكتب المقدسة؟ وأين
ذلك الذي يدرس الإنجيل وكتب
اسم الکتاب : ثمار من شجرة النبوة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 88