responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : ثمار من شجرة النبوة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 502

ابتسم، وقال: لقد ذكرتني بعمر بن عبد العزيز، فقد كتب إليه أحد ولاته يستأذنه في أن يبني لمدينته سورًا يحفظها من اللصوص، فقال عمر: حصن مدينتك بالعدل.

قلت: لو أن هذا الحاكم كان بيننا لأقيل.. أينهى عن بناء يحفظ المدينة؟

قال: وقد أمر ببناء هو أشد حفظا للمدينة من جميع الأسوار..

قلت: ما تقصد؟

قال: لقد عرفت ما كان يمتلكه الاتحاد السوفيتي من أسلحة جبارة لا يكاد أحد يفكر في غزوها.

قلت: أجل.. وقد كان ذلك سببا لكون الحرب بينه وبين أمريكا باردة، ولو أن أسلحته كانت ضعيفة لكانت الحرب حارة ساخنة.

قال: ولكن كل تلك الأسلحة.. وكل تلك الشرطة التي قامت عليها دولته البوليسية لم تستطع أن تحفظ كيانه.

قلت: ذلك صحيح.. فما سره؟

قال: لأنهم توجهوا إلى البنيان، ولم يتوجهوا إلى الإنسان.. والحضارة لا تبنى إلا على الإنسان.

ولذلك فإن أهم مزايا الحضارة الإسلامية أنها حضارة قيم ومبادئ إنسانية رفيعة..

نعم لم يترك المسلمون مسارح كمسارح الرومان.. ولكنهم تركوا مقابل ذلك من القيم ما لا تقوم معه جميع مسارح الرومان وأبنيتهم، بل وأبنية هذه الحضارة جميعا.

نعم.. لم يبن محمد وورثته أهرامات كأهرامات المصريين.. ولكن الأكواخ التي كانوا يسكنونها كانت أشرف بكثير من جميع الأهرامات.. بل من جميع قصور الدنيا.

قلت: فما مبادئ الحضارة الإسلامية؟

قال: ما ذكرته لك من مقاييس الحضارة: الفطرة.. والسلام.

اسم الکتاب : ثمار من شجرة النبوة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 502
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست