قلت: أنا لا أزال أتعجب من ذكر القرآن
لهذا مع كونه يكاد يكون معلوما من الفطرة بالضرورة.
قال: القرآن يتحدث مع الإنسان.. ويصف له
البرنامج الإلهي.. والله يعلم أن البرنامج الذي يضعه لهم ستغزوه الفيروسات التي
تحرفه وتحوله عن مساره الحقيقي.. فلذلك كان القرآن هو الكتاب الذي يصف الفطرة التي
طبع عليها الإنسان.
قلت: نحن نتحدث عن حضارتنا وعن شذوذها.
قال: وهذا من أخطر مظاهر شذوذها.
ابتسمت، وقلت: وما علاقة النوم بالحضارة؟
قال: أليس للنوم علاقة بالإنسان.. أليس
النوم ركنا أساسيا من أركان الحياة!؟
قلت: بلى..
قال: فالحضارة التي تنحرف بهذا الركن من
أركان الحياة عن الفطرة التي فطر الله عليها الأشياء حضارة شاذة.. وهذا نوع من
شذوذها.
قلت: ربما يكون ما تقوله صحيحا.. ولكن مقاييس
نجاح الحضارات أعظم من هذا.
قال: لا تحتقر هذا.. ولا تحتقر شيئا من
الفطرة التي فطر الله عليها الأشياء.. فإن شيئا بسيطا يغزو برنامج الحياة قد يفسد
الحياة جميعا ويملؤها بالكدورة.
إن انحراف الليل في هذا الحضارة تبعه
انحرافات كثيرة في السلوك وفي الصحة وفي العلاقات الاجتماعية.. وهو ما لا يمكن أن
تنهض الحياة بسببه.
سكت قليلا، ثم قال: في الولايات المتحدة
يعاني نصف الأمريكيين من الأرق
اسم الکتاب : ثمار من شجرة النبوة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 485