responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : ثمار من شجرة النبوة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 484

البشرية طويلا.

قلت: ألم يكونوا محقين؟

قال: لقد طبقت المقياسين اللذين ذكرتهما لك على هذه الحضارة.. فوجدتها تتربع على قمة الشذوذ، وعلى قمة الصراع..

ثم وجدتها فوق ذلك قد جمعت شرور الحضارات السابقة، وأضافت إليها من الكبرياء والغفلة ما جعلها تسد آذانها وأبصارها عن كل صالح ومصلح.

الشذوذ:

قلت: فلنبدأ بشذوذ هذه الحضارة [1].

قال: لن أطيق الحديث عن كل شذوذ هذه الحضارة.. ولكني سأقتصر على نماذج بسيطة تستطيع أن تعبر منها إلى غيرها من العظائم..

قلت: يمكنك أن تستدل بالأمثلة..فهي عينات صالحة.

قال: أتعرف النوم؟

ابتسمت، وقلت: وكيف لا أعرفه.. وأنا أقضي ثلث عمري نائما.

قال: لقد وضع البرنامج الإلهي للنوم مواقيت محددة تتوافق مع الفطرة.. ووضع في نظام الكون ما يتوافق مع هذا البرنامج.. لقد ذكر القرآن ذلك، فقال:﴿ وَهُوالَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِبَاساً وَالنَّوْمَ سُبَاتاً وَجَعَلَ النَّهَارَ نُشُوراً﴾ (الفرقان:47).. وعد القرآن من نعم الله على عباده أن جعل الليل بصورة معينة تتناسب مع حاجة الإنسان الجدسية إلى الراحة، فقال:﴿ قُلْ


[1] استفدنا الكثير من المعلومات حول هذا العنصر من مقال جيد للكاتب الكبير فتحي يكن بعنوان (فـقـــه الـفـطـــرة) نشرته مجلة المجتمع، 1414.

اسم الکتاب : ثمار من شجرة النبوة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 484
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست