اسم الکتاب : ثمار من شجرة النبوة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 452
ويقول: (ثم جاء عقب ذلك عصر الاستنارة، وهو أول تبديل جديد طرأ
على الناس فى نظرتهم للحياة، فاتجهوا إلى أحضان الطبيعة يستوحون منهما أسرار الكون
ووضعوا ثقتهم المطلقة فى مقدرة العقل الإنسانى)
ويقول: (وقد نادى بهذا نفر من عباقرة ذلك العصر، … كان مجالهم الفكرى فى ناحية الاهتمام
بشؤون الإنسان فى هذه الدنيا وترك الاهتمام بشؤون الآخرة)
ويقول: (وأما (جيوتو) فكان فنان هذه النهضة كما كان دانتى
شاعرها فقد أخذ جيرتو يرسم على جدران كنائس مدينة (أسيزى) صوراً وأقاصيص لحياة
القديس فرانسيس عرض بها رسوماً من الناس والطبيعة والطير والحيوان والزهور من واقع
الحقيقة والمشاهدة وهو حدث جديد فى الفن وخروج التقليد القديم فى تصوير العذراء
والطفل وتصوير القديسين).
ويقول: (إن ملحمة الكوميديا كانت حدثاً جديداً فى الأدب، حدثاً
ضخماً لم يسبق له مثيل، فليس إذن من العجب أن يدعوها الناس بلقب (الإلهية) لأنهم
شعروا عند ظهورها أن أدبا أوروبيا جديداً قد انبثق فجره)
ويقول: (إن الناس كانوا يعتقدون ما علمتهم الكنيسة من أن كل
إنسان يكفر بالمسيحية جزاؤه جهنم، وأما من يؤمن بها فمآله إلى الجنة، وجاء دانتى
فخرج من تلك العقيدة القديمة وأقام موازين جديدة للعقاب والثواب على أساس من
الأخلاق.. وعندما ننظر اليوم إلى الوراء نجد شاعراً يوزع بالقسطاس العقاب والثواب
بدلاً من أن يوزعها البابا، فإننا لا نرى فى عمله شيئا خارقاً غير أنه بالقياس إلى
عصره كان لا شك انقلاباً خطيراً)
ويقول: (وقد صدق الشاعر بوب عندما عبر عن فلسفة القرن التالى
(18) بقوله: (إن خير دراسة يقوم بها البشر هى
دراستهم للإنسان)، وقد كان شكسبير قبله خير من قام
بهذه الدراسة، والحق أن شكسبير يمثل أرقى ما بلغت إليه حركة النهضة الأوربية
بأجمعها، وهى فى لبابها تتلخص فى اكتشاف الجنس البشرى لقيمته وأهميته التى كانت قد
ضاعت على مر
اسم الکتاب : ثمار من شجرة النبوة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 452