اسم الکتاب : ثمار من شجرة النبوة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 433
المسموعة.
كما استبط علماء المسلمين طرقاً واخترعوا آلات تمكنوا بواسطتها
من معرفة الوزن النوعي لعدد من المعادن والأحجار، وبحثوا في الضغط الجوي وعرفوا
بأن الهواء كالماء يحدث ضغطاً من أسفل إلى أعلى مما مهَّد السبيل لاختراع
البارومتر ومفرغات الهواء.
واهتموا بعلم الميكانيكا وأسموه (علم الحيل)، ووصف ابن الجوزي
خمسين آلة ميكانيكية كالساعات المائية والنافورات مع صورها بالألوان الجميلة، كما
بحثوا في هذا العلم نظرياً مثل موضوعات القوة وأنواعها والحركة وقوانينها، وتصادم
الأجسام وتساقطها، وطبيعة الزمان والمكان وقوة الجذب والجاذبية الأرضية، مما يقلب
مفاهيمنا عن كثير من النظريات التي كانت تنسب إلى علماء الغرب.
واهتم المسلمون بعلم الحيوان والنبات وصنفوا في أنواعها
وصفاتها، ونشأ عندهم علم البيطرة، وعلم الفلاحة فصنفوا في ذلك كله منذ القرن
الثالث الهجري، وقد ظهر تأثير دراساتهم على نظام الري المعقد في العصر العباسي
والذي ضمّ مائة قناة للري، كما ظهر على المستوى الراقي للحدائق والبساتين وخاصة
في الأندلس.
والميزة الكبرى للمسلمين أنهم نقلوا هذه العلوم لقومنا الذين
استفادوا منها كثيرنا.. بل لولاها لما قامت هذه العلوم الحديثة.
لقد حاول بعض الحقدة طمس هذه الحقيقة والزعم بأن النهضة الأوروبية
بنيت على تراث اليونان مباشرة دون وساطة المسلمين وإضافاتهم الكبيرة، لكن
الدراسات الحديثة الجادة تؤكد أن أوروبا في عصر النهضة اعتمدت على ترجمة المؤلفات
العربية ودرستها في جامعاتها عدة قرون، وطبعت منها بعد اختراع الطباعة في منتصف
القرن الخامس عشر الميلادي عشرات الطبعات في سنين قليلة (طبع كتاب (القانون) لابن
سينا خمس عشر مرة خلال ثلاثمائة وست وعشرين سنة ( 1174 - 1500) وطبع كتاب (
الحاوي) في الطب
اسم الکتاب : ثمار من شجرة النبوة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 433