اسم الکتاب : ثمار من شجرة النبوة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 432
686) الدورة الدموية الصغرى بعد تشريح القلب، كما ألف في علم
التشريح كتاباً، وبذلك استقل هذا الفرع من العلوم الطبية.. واهتم أبو القاسم
الزهراوي (ت 404 هـ) بعلم الجراحة ووصف أكثر من مائتي آلة جراحية مع صورها، وصار
كتابه بعد ترجمته إلى اللاتينية يدرس في أوربا خمسة قرون، واستعمل الزهراوي خيوط
الحرير في خياطة العمليات الجراحية لأول مرة، كما كان الرازي قد استعمل الخيوط
المصنوعة من أمعاء الحيوانات لأول مرة.. وألَّف ابن الجزار القيرواني (ت 369 هـ)
أول كتاب في طب الأطفال، وقد استمرت عنايتهم بطب الأطفال حتى وصلوا إلى تلقيحهم ضد
الجدري الذي كان معروفاً في المغرب العربي.
وعلى يد المسلمين استقل علم الصيدلة، وألحقوا الصيدلية
بالمستشفى، وأجروا امتحاناً للصيادلة منذ القرن الثالث الهجري، ونموا علم العقاقير
بالتأليف في الأدوات المفردة والمركبة، وظلت كثير من الأسماء العربية للعقاقير
تستعمل في اللغات الأخرى حتى الوقت الحاضر، وظلت مؤلفاتهم في الصيدلة يستفاد منها
في أوروبا حتى أوائل القرن التاسع عشر.
وقد ألحق المسلمون المعاهد الطبية بالمستشفيات مما نجم عنه تقدم
الطب السريري (الإكلينيكي)، وقد ذكر المستشرق الألماني (ماكس ماير هوف) 43 مؤسسة
طبية تعليمية مع المستشفيات المنتشرة من فارس إلى مراكش.
إن الاعتراف العالمي بجهود المسلمين في الطب يظهر في
الموسوعات العلمية وفي صورتي الرازي وابن سينا المعلقتين في كلية الطب بجامعة
باريس، وفي إطلاق اسم الرازي على قاعة من أفخم قاعات جامعة برنستون الأمريكية.
أما في علوم الطبيعة (الفيزياء) فتظهر جهود ابن الهيثم (ت430
هـ) في تطور علم البصريات وفيزيولوجية الأبصار، وكان بحثه في العدسات قد مهَّد لظهور
العدسة المكبرة للمجهر والتلسكوب، وجهود البيروني في بيان أن سرعة الضوء أعظم
بكثير من سرعة الصوت، وبحث المسلمون في الصوت وتموجاته في الأثير، وهو أساس اختراع
الإذاعة
اسم الکتاب : ثمار من شجرة النبوة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 432