responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : ثمار من شجرة النبوة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 377

قلت: والإسلام..!؟

قالت: الإسلام جعل للفرد ـ بفضل منظومة كاملة من التشريعات والتوجيهات ـ حصونا منيعة يستحيل على أي حاكم في الدنيا أن يخرقها.

لقد لاحظت بنفسي في الاتحاد السوفيتي كيف يرمي المسيحيون مسيحيتهم غير مبالين بها.. بينما يتشبث المسلمون بإسلامهم.. ولا يتنازلون عنه مهما كان.

قلت: أعرف صمود الإسلام.. ولكني أبحث عن النظام.. والنظام لابد له من منظم.

قالت: لقد وضع الإسلام ـ بنصوصه المقدسة ـ جميع النظم العادلة وجميع الحرس القائمين عليها في نفوس المؤمنين.. فاستغنى المؤمنين بإيمانهم عن سياسة الساسة.

قلت: أنت تعلمين أن المسلمين حكموا فترة طويلة بالحكم العضوض.

قالت: ومع ذلك لم يؤثر فيهم ذلك النوع من الحكم.. لقد كان ذلك الحكم قاصرا على وظائف محدودة لا تكاد تكون لها علاقة كبرى بالرعية.. فلذلك كانت حصون الإيمان التي حصن بها الإسلام الفرد المسلم حاجزا دون تأثير الحكام الظلمة.

سأضرب لك أمثلة عن النظام الذي كان يحكم المجتمع بعيدا عن السلطة..

يروي الغزالي عن محمد بن المنكدر أنه كان له شقق بعضها بخمسة دراهم، وبعضها بعشرة فباع غلامه في غيبته لأعرابي شقة من الخمسيات بعشرة فلما عاد ابن المنكدر وعرف، لم يزل يطلب ذلك الأعرابي المشتري طول النهار حتى وجده، فقال له: إن الغلام قد غلط فباعك ما يساوى خمسة بعشرة.

فقال الأعرابي: يا هذا قد رضيت.

فقال: وإن رضيت. فإنا لا نرضى لك إلا ما نرضاه لأنفسنا، فاختر إحدى ثلاث خصال: إما أن تأخذ شقة من العشريات بدراهمك، وإما أن نرد عليك خمسة، وإما أن ترد شقتنا وتأخذ دراهمك.. فرد عليه خمسة، وانصرف الأعرابي.

اسم الکتاب : ثمار من شجرة النبوة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 377
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست