اسم الکتاب : ثمار من شجرة النبوة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 376
طائفة من الناس.. فإن هذه الطائفة سوف
تستهويها الكراسي والعروش، فتنحرف ببذور البشر عن الفطرة التي فطروا عليها.
قلت: فماذا فعل؟
قال: بعث من التعاليم السامية والأدوية
النافعة ما يجعل من كل فرد دولة قائمة بذاتها بجميع أجهزتها..
لقد أشار محمد إلى هذه النتيجة العظيمة،
فقال: (: (المؤمنون تتكافا دماؤهم وهم يد على من سواهم ويسعى بذمتهم أدناهم)[1]
قلت: لم أفهم هذا.. هل يمكن هناك أن يكون
هناك نظام في الدنيا يقوم على الفرد.
قالت: كل الأنظمة تتلاعب بالأفراد لتجعلهم
محلا صالحا لإملاءاتها.. لقد ذكر القرآن هذا، فقال:﴿ فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ
إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْماً فَاسِقِينَ ﴾ (الزخرف:54)
لقد علل القرآن ذلك الهوان الذي أصاب المصريين المستضعفين على
يد الفراعنة المستكبرين بالفسق والانحراف الذي جعل فرعون يستخف بهم.
ليس فرعون وحده هو الذي مارس هذا الأسلوب..
كل الفراعنة.. وكل المستبدين في التاريخ.. راحوا يخاطبون الرغبة
والرهبة في قلوب الرعية ليملوا لها بعد ذلك ما يشاءون.
لقد رأينا النظام الديمقراطي كيف ينشر حرية الانحراف.. ليحول من
الرعية حميرا يركبهم سادتهم من الرأسماليين.
ورأينا مثله النظام الشيوعي الذي لا يعترف إلا بالقيم المادية..
ليحول من الأفراد عجينة لينة يتلاعب بها الحزب ورفقاء الحزب كما يشتهون.