اسم الکتاب : ثمار من شجرة النبوة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 334
قال: لقد بحثت في هذا.. وقد حاول هؤلاء أن يلووا أعناق بعض
النصوص ليلزموها هذا الفهم الخاطئ..
لقد كتب محمد بعد أن استقرّ له الأمر في المدينة، رسائل إلى
الملوك من حوله يدعوهم إلى الإسلام، وإلى الإيمان بالله وحده.. فكتب إلى قيصر ملك
الروم، وإلى كسرى ملك الفرس، وإلى النجاشي ملك الحبشة، وإلى المقوقس عظيم القبط،
وإلى الحارث ملك تخوم الشام.. وطلب من هؤلاء الملوك أن يبلّغوا دعوته إلى شعوبهم،
وإلاّ فإنّهم يتحمّلون إثم هؤلاء الناس.. وذلك بسبب ما كان معروفاً أنّ الملوك
يمنعون شعوبهم أن يدينوا بغير دينهم.
ولم يرد في أي رسالة من تلك الرسائل أي تهديد بالقتال.. أو أي
طلب للجزية.
***
ما وصل مكسيم رودنسون من حديثه إلى هذا
الموضع حتى سمعنا أصواتا لمدافع كثيرة تصم لها الآذان، ثم لم نلبث حتى رأينا جيشا
عرمرما يحيط بنا من كل جانب.. وهو يشهر أسلحته نحونا.
أمرنا بنزع ثيابنا، فنزعناها.. ثم أمرنا
بالانبطاح أرضا، فانبطحنا.. ثم جاء بعض قساة القلوب، فطوقوا أيدينا، حتى كاد الدم
يجمد في عروقنا.. ثم أمرونا بالسير معهم.. فسرنا..
كان الشاب المسكين ينظر ببراءة حزينة إلى
حقل الزيتون.. وكأنه يودعه بدموعه.
أما صاحبي مكسيم، فكان يقذف في وجوههم كل ما
حفظه في صغره من لعنات اليهود.
وأما أنا.. فكنت ألتفت خلفي لأرى ما سيحصل
لحقل الزيتون..
ما إن وصلنا إلى الشاحنة التي حملنا فيها
كما تحمل البضائع حتى دخل رجل ضخم، هو أشبه بضفدعة عملاقة لبست لباس الإنسان.. كان
يحمل في فمه سيجارة هي أشبه بالقنبلة.. ما دخل إلى حقل الزيتون حتى رماها.. فإذا
بالنيران تشتعل من كل جانب..
اسم الکتاب : ثمار من شجرة النبوة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 334