اسم الکتاب : ثمار من شجرة النبوة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 332
وفي الحديث يوصي محمد بالأسرى خيرا، فيقول: (استوصوا بهم (أي
الأسرى) خيراً)
وقد أمر محمد المسلمين الذين أسروا ثمامة بن أثال قائلاً: (أحسنوا
أساره، اجمعوا ما عندكم من طعام فابعثوا به إليه)
وقد وضع القرآن قانونا للتعامل مع الأسرى جاء فيه:﴿ فَإِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا
فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّى إِذَا أَثْخَنْتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ
فَإِمَّا مَنّاً بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا
ذَلِكَ وَلَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لانْتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِنْ لِيَبْلُوَ
بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَنْ يُضِلَّ
أَعْمَالَهُمْ ﴾ (محمد:4)
إن هذه الآية تحوي رحمات عظيمة لا يمكن حصرها.. فهي تأمر بضرب
الرقاب.. وهو حث على القتل المريح.. بدل إصابة المقتول بجراحات تظل تعذبه.
وهي تخير ولي الأمر في معاملة الأسرى بين المن (اطلاق السراح)
أو أخذ العوض إما بالمال أو تبادل الأسرى وهو (الفداء)
ولا تقف الرحمة الإسلامية هنا.. بل إن الإسلام يحرم تحريما
شديدا قتل الضعفاء وغير المقاتلين ويحرم التخريب.. فمحمد يقول للجيش: (لا تقتلوا
شيخاً فانياً ولا طفلاً ولا امرأة ولا تغلو ولا تقتلوا أصحاب الصوامع)
وهو ينهى عن التمثيل بجثث القتلى أو تعذيب الجرحى.. ففي الحديث:
(إياكم والمثلة)
وقد أمر محمد بوضع جثث قتلى المشركين في بدر في القليب وهو بئر
جاف، ونهى عن تعذيب الجرحى وقال: (لا تعذبوا عباد الله)
وهو بعد ذلك كله يتعامل بسماحة لا نظير لها مع المغلوب.. فبعد
فتح مكة قال محمد لقريش: (أقول لكم ما قال أخي يوسف لإخوته، لا تثريب عليكم اليوم
يغفر الله لكم وهو أرحم
اسم الکتاب : ثمار من شجرة النبوة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 332