اسم الکتاب : ثمار من شجرة النبوة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 294
أيأس.. فسيخلفني من يقوم في
وجوههم، ومن ينتزع منهم أرضي، ويحمي زيتوني.
في ذلك الموقف.. التقيت
(مكسيم رودنسون)
جاء، ومعه محفظته التي يحمل
فيها كتبه، ومعها قفة يحمل فيها طعاما إلى ذلك الشاب، وما إن رآه الشاب حتى راح يصافحه
بحرارة.
سألت الشاب أن يعرفني بهذا
الرجل الطيب، فقال لي: هذا (مكسيم رودنسون)..هو ابن عم لذلك المغتصب الظالم..
ولكنه يبغضه أشد البغض، ويحاربه أعنف حرب.
ملأ السرور قلبي في تلك
اللحظة، فقد كنت محتارا في الطريقة التي أدخل بها عالم هذا الرجل.
ابتدأته بقولي: أنت الأستاذ
(مكسيم رودنسون) المستشرق والمفكر..
قاطعني، وقال: والباحث عن
السلام.. البحث عن السلام هو وظيفتي الكبرى التي لا تراها العيون.
قلت: ما تقصد؟
قال: إن حياتي كلها بحث عن
السلام.. لقد ولدت في بيئة تمتلئ حربا وبغضا وأحقادا.. ولذلك تراني أفر من موضع
إلى موضع.. ومن بلد إلى بلد.. ومن مذهب إلى مذهب.. لا لشيء إلا لأجل البحث عن
السلام.
قلت: فلم تبحث عن السلام؟
قال: لأنه لا حياة بلا سلام..
السلام هو الوسط الصحيح الذي تنمو فيه شجرة الإنسانية.. فلا يمكن لشجرة الإنسانية
أن تؤتي ثمارا طيبة، وهي مختنقة بنيران الحرب.
انظر إلى هذا الزيتون المسكين
المحاصر.. ألا ترى إلى دموعه، وهي تنحدر كما تنحدر السيول!؟
إن هذا الزيتون الذي يمثل
السلام يريد الحاقدون خنقه ليؤسسوا على أنقاضه شجرة
اسم الکتاب : ثمار من شجرة النبوة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 294