اسم الکتاب : ثمار من شجرة النبوة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 293
قال لي: هذه الأشجار لي..
ورثتها عن سلسلة طويلة من الجدود.. ولم يشك أحد في يوم من الأيام أنها لي.. ولم
يخطر على بال أحد في يوم من الأيام أن تنزع مني.
قلت: فمن الذي نزعها منك؟..
وما الذي جعله ينزعها منك؟
قال: رجل يهودي قاسي القلب
محجر الفؤاد.. له مال عريض.. وجاه مكين، اشترى به ذمم القضاة والمحاكم والشرطة
والجيش.. ولم يترك أحدا إلا رشاه.. وزور لأجل ذلك كتبا سماها كتبا مقدسة تعده
بأرضي وبزيتوني.
قلت: فمن الذي أغراه بأرضك
دون الأراضي!؟
قال: قوم من الحاقدين.
قلت: عليك أم عليه!؟
قال: علي وعليه..
قلت: كيف يستقيم هذا؟
قال: لقد كره الحاقدون مقامه
بينهم، فأرادوا نفيه عنهم، فلم يجدوا غير أرضي..
قلت: ولم اختاروك أنت؟
قال: لعلمهم بإبائي ورسوخي
في أرضي، وتضحيتي بكل شيء في سبيلها.
قلت: فهل ستقاومه؟
قال: جبان أنا إن لم
أقاومه.. مقاومته واجب إنساني، وخلق رفيع.
قلت: ولكنك تملك الزيتون
الذي هو رمز السلام.
قال: ولكني لو تركت له
زيتوني فسيحرقه ويدمره.. ويؤسس في أرض الزيتون مصانع سلاح يدمر بها العالم.
قلت: ولكنك ـ إن قاومته ـ
سيرمونك بالإرهاب.
قال: قد فعلوا ذلك.. ويوشك
أن يرموني في سجونهم.. ولكني مع ذلك لم أيأس، ولن
اسم الکتاب : ثمار من شجرة النبوة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 293