اسم الکتاب : ثمار من شجرة النبوة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 270
شىء. فلما جن الليل أخلد النبيل الذى اختير لحراسة الرمح إلى
شىء من الراحة، وأخذته سنة من النوم، وبدأت الجماهير التى احتشدت بأبواب الكنيسة
تتهامس..!..
فاستطاع القس (بارتلمى) فى جنح الظلام أن ينزل إلى الحفرة،
مخفياً فى طيات ثيابه قطعة من نصل رمح أحد المقاتلين العرب، وبلغ أسماع القوم رنين
من جوف الحجرة، فتعالت صيحاتهم من فرط الفرح، وظهر القس وبيده النصل الذى احتواه
بعد ذلك قماش من الحرير الموشى بالذهب، ثم عرض على الصليبيين ليلتمسوا منه البركة،
وأذيعت هذه الحيلة بين الجنود وامتلأت قلوبهم بالثقة، وقد أمعن قادة الحملة فى
تأييد هذه الواقعة بغض النظر عن مدى إيمانهم بها أو تكذيبهم لها.
وقد روى التاريخ الكثير من مثل هذه الخرافات.. وبمثلها تنتشر
المسيحية للأسف.. فنحن لا ننشر ديننا إلا بطرد الشياطين.. هذا هو منهجنا العقلي
الذي نرحل به إلى الله..
كنت أقرأ قبل أيام نشرة صغيرة، على أحد وجهيها صورة العذراء وهى
تقطر وداعة ولطفاً، وعلى ذراعها الطفل الإله يسوع يمثل البراءة والرقة.. أما الوجه
الآخر للصورة فقد تضمن هذا الخبر تحت عنوان (محبة الآخرين وخدمتهم)، وتحته هذه
الجملة (حسبما تتاح لنا فرصة فلنعمل الخير
للجميع) (غل 6: 10).. كانت السيدة زهرة ابنة محمد على باشا بها روح نجس، ولما علم
أبوها أن (الأنبا حرابامون) أسقف المنوفية قد أعطاه الله موهبة إخراج الأرواح
النجسة استدعاه. ولما صلى لأجلها شفيت فى الحال، فأعطاه محمد على باشا صرة بها
أربعة آلاف جنيه، فرفضها قائلاً: إنه ليس فى حاجة إليها لأنه يعيش حياة الزهد، وهو
قانع بها)[1]