اسم الکتاب : ثمار من شجرة النبوة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 263
قلت: إن هذه المعاني التي ذكرتها لا يستطيع استيعاب فلسفتها
إلا الأكابر.. أما البسطاء من الناس، فهم لا يطيقون فهمها.. وبالتالي، فإن المعاني
الروحية للإسلام من اختصاص الثلة لا العامة؟
قالت: في كلامك بعض الصحة.. وكثير من الأخطاء.
أما ناحية الصحة.. فهي أن المعاني الروحية الراقية بدرجاتها
العالية لم تكتمل إلا للأكابر من الأولياء.. ولا حرج في هذا.. ففي كل أمة من الأمم
العامة والقديسون.
وقد أشار القرآن إلى هذه الثلة حاثا على سلوك سبيها باعتبارها
النموذج الأكمل للإنسان، فقال:﴿
ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ
ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ
بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ﴾ (فاطر:32)
والقرآن يعتبر هذا النوع ثلة قليلة في جميع
الملل:﴿ ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ (13)
وَقَلِيلٌ مِنَ الْآَخِرِينَ ﴾ (الواقعة: 14)
ولكن هذا لا ينفي انتشار المعاني الروحية العالية بين المؤمنين..
ففي القرآن وفي كلام محمد وهديه منظومة كاملة من التوجيهات
والتشريعات ليس لها من هدف سوى ربط المؤمنين بالله..
لا شك أنك تعرف الأذكار والأدعية وأنواع المناجاة التي وردت بها
النصوص المقدسة للمسلمين؟
قلت: أجل..
قالت: لقد بحثت في تلك النصوص ودرستها دراسة متأنية، وقارنت
بينها وبين أنواع الأدعية والأذكار في جميع الأديان والمذاهب.. فلم أجد روحانية
أرق من تلك الروحانية التي
اسم الکتاب : ثمار من شجرة النبوة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 263