اسم الکتاب : ثمار من شجرة النبوة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 244
تطلب أن يعود الإنسان لغابة الإنسان..
تطلب أن ترمى تلك الوساوس ـ التي نفختها الشياطين في دعاة جهنم
ـ إلى هاوية العدم ليعود للإنسان اعتباره الذي ألغي.. وتعود للإنسان حقيقته التي
زيفت.
قلت: فما الذي يحول بين الإنسان وتعاليم
محمد؟
قال: كلهم يرفعون أصواتهم ليملأوا الدنيا
ضجيجا.. فلا يسمع أحد صوت محمد.. إنهم يمارسون ما فعله مشركو قريش حين قالوا:﴿ وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لا
تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ ﴾ (فصلت:26)
قلت: إني أعجب لك.. كيف تقول هذا.. ومع ذلك
لم أرك في يوم من الأيام ترقى منبرا من المنابر لتعلن إسلامك.
ابتسم، وقال: لله من المنابر ما لا تراه..
ولإعلان الإسلام من الصيغ ما لا تسمعه.
قلت: فأنت مسلم إذن!؟
قال: كم وددت لو كنت كذلك..
قلت: فما الذي يحول بينك وبينه!؟
قال: أنسيت أخاك التوأم!؟
قلت: ما باله.. لقد تركته في ألمانيا بألف
خير وعافية.
قال: إن لي توأما مثله.. لا يختلف عنه في
شيء.. يضع ألف حجاب بيني وبين محمد.. ولكني يوشك أن أتخلص من حجبه جميعا لتشملني
أنوار تلك الشمس التي شملت العالمين.
قال ذلك، ثم انصرف ليتركني بجانب تلك الشجرة
أمسح بعض آلامها.. وفي ذلك الحين تنزلت علي أشعة جديدة، اهتديت بها بعد ذلك إلى
شمس محمد a.
اسم الکتاب : ثمار من شجرة النبوة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 244