اسم الکتاب : ثمار من شجرة النبوة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 208
هذه أول الحقوق التي نالها الإنسان بفضل الله.. لا بفضل
التطور.. ولا بفضل الصراع كما تدعي جميع النظريات البشريات.. إنما هي مواهب إلهية
زود بها الإنسان ليستطيع أن يؤدي الوظيفة الخطيرة التي وكلت إليه.
قلت: لا أزال حائرا في معنى الخلافة.. وفي علاقة حقيقة الإنسان
بها.. وفي علاقة حقوق الإنسان بها.
قال: الإنسان في التصور الإسلامي مخلوق كريم لغاية رفيعة.. هو
لم يخلق كما تتوهم الفلسفات ليأكل ويشرب ويسيطر.. ويمارس من أنواع المتع ما يغذي
الفراغ الذي تعاني منه روحه، وإنما خلق ليكون خليفة.. يتولى إدارة الأرض وعمارتها
وتطويرها.. وبما أنه خليفة فإن ذلك يقتضي أمورا.. على أساسها تنبني حقيقة الإنسان
وحقوقه[1]:
أولها.. انتماء الجماعة البشرية إلى محور واحد هو الله، بدلاً
من كل الانتماءات الأخرى، والايمان بسيد واحد للكون.. وهذا هو التوحيد الخالص الذي
قام عليه الإسلام.
والثاني.. إقامة العلاقة الاجتماعية على أساس العبودية المخلصة
لله، وتحرير الإنسان من عبوديات الأسماء التي تمثل ألوان الاستغلال والجهل
والطاغوت.
والثالث.. تجسيد روح الأخوة العامة في كل العلاقات الاجتماعية
بعد محو ألوان الاستغلال والتسلط، فما دام الله تعالى واحداً ولا سيادة إلاّ له،
والناس جميعاً عباده ومتساوون بالنسبة إليه، فمن الطبيعي أن يكونوا اخوة متكافئين
في الكرامة الإنسانيّة والحقوق.
والرابع.. الخلافة استئمان، والأمانة تفترض المسؤولية والاحساس
بالواجب، اذ بدون ادراك الكائن انّه مسؤول لا يمكن أن ينهض بأعباء الامانة أو
يختار لممارسة دور الخلافة.
والإنسان بهذا المفهوم الذي جاء به الإسلام للخلافة خارج عن أي
نوع من أنواع التبعية
[1] انظر: خلافة الإنسان وشهادة الأنبياء،
الشهيد آية الله الصدر، ص 11 ـ 12.
اسم الکتاب : ثمار من شجرة النبوة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 208