responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : ثمار من شجرة النبوة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 206

وسعيه إلى الاستمتاع يتمثل في الفن بمحتلف أنواعه إلى جانب المتاع الحسي المباشر بما يلبي نداء الشهوات..

وهذه ـ بشقيها ـ هي معايير إنجازاته.

فالأمم تقاس بالقوة الحربية والقوة السياسية والقوة العلمية والقوة الاقتصادية التي تمكنها من البقاء في حومة الصراع، وتكفل لها ـ كلما تمكنت ـ سحق القوى الأخرى أو التغلب عليها ـ كما تقاس كذلك بتعدد الفنون التي تستخدمها من أجل الاستمتاع.

ويكون هذا هو المعيار التاريخي، والاجتماعي، الذي تقاس به عظمة الأمم خلال التاريخ.

أما القيم النبيلة ـ من نشر العدل وإزالة الظلم ونشر الخير، وإشراك الناس في الخير بدافع الإنسانية بصرف النظر عن المنفعة، والتعاون على البر والتقوى ـ فلا وجود لها في ظل هذا التصور.. إنها مجرد كلام جميل يتحدث عه المتحدثون، وشعارات يرفعونها، ولكنها عند الجد لا تؤخذ مأخذ الجد، لأنه لا مكان لها عند الحيوان الأصلي، ولا مكان لها كذلك عند الحيوان المتطور.

الخلافة:

قلت: وعيت هذا.. فهل هذا وحده تصور الإسلام عن حقيقة الإنسان؟

قال: لا.. كل ما ذكرته لك مقدمات عن حقيقة الإنسان.

إن الإنسان ككل شيء في هذا الوجود خلق لغاية يؤديها، وحكمة هي التي تحدد وظيفته، ثم تحدد بعد ذلك الحقوق التي يستدعيها توفير الجو لأدائه لوظيفته.

قلت: تقصد واجبات الإنسان.

قال: أجل.. فمن الخطأ أن نتحدث عن حقوق الإنسان، ولا نتحدث عن واجبات

اسم الکتاب : ثمار من شجرة النبوة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 206
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست