responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : ثمار من شجرة النبوة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 203

السابقة عليه، والتي تطور عنها.. فعند الحديث عن هذا الكائن يكون التركيز على هذه الحاسة الجديدة التي اكتسبها والأطوار التي مرت بها حتى اكتملت في وضعها النهائي.. وكذلك لو كان الكائن قد اكتسب جهازا بصريا أو جهازا للطيران، أو جهازا لتنظيم الدورة الدموية.. مما لم يكن لأقرانه الذين تطور عنهم.

وكان مقتضى ذلك بالنسبة للإنسان أن يكون التركيز على ما تفرد به الإنسان عن أشباهه من الكائنات السابقة عليه، التي تطور عنها، لا على أوجه الشبه بينه وبين تلك الكائنات.. وذلك كله على فرض صحة الفرضية من أساسها.. ولكن الذي جرى على يد داروين كان هو التركيز على أوجه الشبه بين الإنسان والقردة العليا (مع افتراض وجود حلقة مفقودة بينهما) أكثر من التركيز على ما تفرد به الإنسان.. أي ـ بعبارة أخرى ـ التركيز على حيوانية الإنسان، وليس على إنسانيته.

لقد حاولت الداروينية الحديثة سدّ هذا الخلل في تطبيق النظرية بالنسبة للإنسان، فكتب جوليان هكسلي، وهو من عمد الداروينية الحديثة كتابا سماه (الإنسان في العالم الحديث) بدأه بفصل طويل بعنوان تفرد الإنسان، ذكر فيه أن المعلومات التي بنى عليها داروين نظريته كانت ناقصة، وأن العلم الحديث كشف عن جوانب كثيرة من تفرد الإنسان لم تكن معلومة لداروين، وجاء في هذا الفصل قوله: (وبعد نظرية داروين لم يعد الإنسان مستطيعا تجنب اعتبار نفسه حيوانا، لكنه بدأ يرى نفسه حيوانا غريبا جدا، وفي حالات كثيرة لا مثيل له. ولا يزال تحايل تفرد الإنسان من الناحية البيولوجية غير تام)

وجاء فيه: (وهكذا وضع علم الحياة الإنسان في مركز مماثل لما أنعم به عليه كسيد المخلوقات كما تقول الأديان).. وفيه: (وأخيرا، فإن الإنسان لا مثيل له بين الحيوانات الراقية

اسم الکتاب : ثمار من شجرة النبوة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 203
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست