responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : ثمار من شجرة النبوة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 194

النظرات المدنسة بلوثات الأهواء:

العبودية:

لقد بدأت الآية الأولى بذكر الله رب الإنسان.. وذكر الخالقية.. وأن الإنسان مخلوق لله..

وهذه نقطة خلاف جوهرية بين الإسلام وجميع المذاهب المادية التي تسيطر على عقول بناة الحضارة الغربية وكل الحضارات الجاهلية..

ذلك أن الإنسان يدرس في جميع العلوم الإنسانية بمعزل عن خالقه، كأنما هو قد خلق نفسه، أو كأنما وجد بغير موجد.. وقد ترتب على هذا ألا تكون للإنسان مرجعية خارج حدود ذاته، إنما يكون هو مرجع نفسه، فما يراه هو يكون هو الأصل وهو الصواب.. إنه بعبارة أفصح هو الإله.

لقد نشأ هذا الانحراف الخطير في مدارسنا ومعارفنا وعلومنا من التصورات الخاطئة التي كانت تحملها الكنيسة، وتفرضها على الناس..

لقد كان رد فعلنا تجاه طغيان الكنيسة منذ عصر النهضة هو التمرد على سلطان الكنيسة، والتمر على الله ذاته، وإقامة الإنسان نفسَه مرجعا بدلا من الله، وكانت هذه بداية العلوم الإنسانية.. أي العلوم التي يؤخذ العلم فيها من الإنسان، لا من خالق الإنسان.

لست الوحيد الذي يقرر هذا.. ولست الوحيد الذي اكتشف هذا.. لعلك قرأت كتاب (مبادئ الفلسفة) لـ (رايو برث)، لقد قال يتحدث عن عصر النهضة: (وامتاز هذا العصر بشعور الإنسان بشخصيته المطلقة، وبمعارضته للسلطة وذويها، وذهابه شوطا بعيدا في اعتبار العالم كله وطنا له.. وقد أعلت النهضة شأن الطبيعة الإنسانية والحياة الدنيوية، مخالفة في ذلك طريقة التفكير في القرون الوسطى، ولذلك يسمى العلماء الذين خصصوا أنفسهم لدراسة آداب اليونان والرومان والعلوم عند القدماء الإنسانيين.. وكان من خير ما أحدثه هؤلاء الإنسانيون

اسم الکتاب : ثمار من شجرة النبوة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 194
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست