responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : ثمار من شجرة النبوة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 191

قيم..

وجاء دركايم، فأنشأ نظرية اجتماعية لتفسير الظواهر الاجتماعية بناها على حيوانية الإنسان، وغلبة نزعة القطيع الحيوانية عليه من جهة، وعلى انعدام الثبات فى القيم الاجتماعية من جهة أخرى.. فقلع عن هذ الشجرة جميع أصولها التي تربطها بالإنسان.

وهكذا ظل المفكرون الذين يستوحون أفكارهم من الشياطين، وظلت معهم الحكومات الجبرية، تضع تعديلاتها على شجرة الإنسان إلى أن حولتها إلى مسخ لا علاقة له بالإنسان.

قلت: فأنت يائس إذن من حياة شجرة الإنسان.

قال: لا.. لست يائسا.. ولو كنت يائسا، لما رأيتني أسقي هذه الشجرة، وأمسح آهاتها.

قلت: وما الذي دفعك إلى عدم اليأس.. أتراك ظفرت بمن يعيد شجرة الإنسان إلى غابة الإنسان.

قال: أجل.. لقد وجدته.. لقد نجح في الحفاظ على شجرة الإنسان طوال قرون عديدة، وترك لنا من التعاليم السامية ما يعيد الإنسان إلى فطرته وطبيعته التي جبل عليها.

قلت: من تقصد؟

قال: محمد..

قلت: نبي الإسلام!؟

قال: بل نبي الإنسان.. محمد هو النبي الوحيد الذي لا تزال تعاليمه هي العلاج الوحيد للإنسانية.. وهي الأمل الوحيد لعودة الفطرة الإنسانية.

قلت: ما سر ذلك؟

قال: إن محمدا يتلقى معارفه عن الإنسان، لا من عقله، ولا من تجاربه، ولا من بحوثه، بل يتلقاها من مصدر لعله هو المصدر الذي خلق الإنسان.. ومن خلق الإنسان عرف حقيقته،

اسم الکتاب : ثمار من شجرة النبوة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 191
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست