responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : ثمار من شجرة النبوة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 187

والاجتماع..

قال: بل خرجت نظريته إلى كل ميادين الحياة.. ألست ترى نظريته تدرس فى معظم مدارس الأرض، لا على أنها فرضية علمية، كما اعتبرها دارون نفسه.. ولا على أساس أنها نظرية علمية لم تثبت ثبوتا قاطعا يرشحها لأن تكون حقيقة علمية.. بل هي تدرس على أنها حقائق نهائية فى علم الحياة.

قلت: فما يضرك من تدريسها؟.. أم أنك تقف مع الكنيسة التي كفرت دارون ابتداء، ووصفته بأنه زنديق مهرطق مارق من الدين، لأنه ينفى الخلق المباشر من الله للإنسان على صورته؟

قال: ربما يكون هذا أحد الأسباب.. ولكن السبب الأخطر له علاقة بهذه الشجرة.

قلت: أراك تعود إلى الشجرة من جديد؟

قال: أجل.. هذه الشجرة تمثل الإنسان.. لقد رأيت أخواتها في الغابات الطليقة، ورأيت لها من الجمال ما لا يمكن وصفه، وذقت من ثمارها ما لا يستطيع لساني أن ينساه، وشممت من روائحها الطيبة ما ملأني بالروحانية العذبة..

أما هذه الشجرة المسكينة التي عزلت عن أخواتها، وأكرهت على أن تعيش في واقع غير واقعها.. وأن تعيش حياة غير حياتها.. فأنت تراها ذابلة ميتة.. نعم لها أوراق وسيقان تجعلها تعيش حياة بدائية.. ولكن بلا ثمار طيبة.. ولا روائح زكية.. ولا حياة مطمئنة.

قلت: ما علاقة ذلك ببغضك لنظرية دارون؟

قال: دارون نقل شجرة الإنسان من الغابة التي غرست فيها إلى غابة اختلط فيها الكل.. فلم تعد للإنسان رائحة الإنسان، ولا طعم الإنسان، ولا جمال الإنسان.

قلت: لم أفهم مرادك.

قال: لقد كان الإنسان منذ وجدت الدنيا ينظر إلى نفسه على أنه مخلوق مميز

اسم الکتاب : ثمار من شجرة النبوة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 187
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست