اسم الکتاب : ثمار من شجرة النبوة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 122
حالات انتكاس المجتمع وتدهور أخلاقياته، وتكون في أحيان أخرى
مثاليّة ومجافية لواقع النفس البشريّة، وهذا يعني أنّ الأخلاق الإسلاميّة واقعيّة،
لأنها تراعي واقع الإنسان وفطرته.
ومن مزاياها العملية.. فهي إيمان وعمل، وهي تختلف عن الأخلاق في
المنظور الفلسفي، حيث أنّ الفلسفة تقدم الجانب المعرفي ولا تهتم بالجانب العملي
التطبيقي.
ومن مزاياها.. أنها تستند إلى العقيدة، وتنبثق عنها، وهذا ما
يجعلها قناعات قبل أن تكون سلوكاً، على خلاف الأخلاق التي تستند إلى العادات
والتقاليد؛ فكثيراً ما تُمارس هذه الأخلاق على أساس من التقليد غير الواعي وبُحكم
العادة، ويغلب أن يكون الدافع إليها الرغبة في إرضاء المجتمع.
ومن مزاياها.. أنها عبادة يثاب فاعلها، ويتقرب بها إلى الله
تعالى، مما يجعلها ذات منفعة دنيويّة وأخرويّة، على خلاف الأخلاق المنبثقة عن
العادات والتقاليد، ولذلك يسهل نبذها عندما تتعارض مع المصالح الدنيويّة للفرد أو
الجماعة.
ومن مزاياها.. أنها مُلزمة، وتأتي سلطة الإلزام ابتداءً من
القناعة الدينيّة، ثم من الرغبة في مثوبة الخالق والرهبة من عقوبته، ثم من نظرة
المجتمع المؤمن الذي يعيش فيه المسلم، ثم ما يكون من قانون يُنظّم المجتمع ويحمي
قيمه.. أمّا الأخلاق المنبثقة عن العادات والتقاليد فتضعف فيها سلطة الإلزام والتي
يغلب أن تكون منحصرة في نظرة المجتمع، حيث أنّ القانون الوضعي لا يشمل الكثير من
مسائل الأخلاق.
ومن مزاياها.. أنها شاملة لكل سلوكيات الإنسان، لا يستثنى من
ذلك أي سلوك.. ثم هي تشمل الفرد والجماعة، والحاكم والمحكوم، وتشمل جميع فئات
المجتمع في جميع الظروف.. وهي تشمل ظاهر الإنسان وباطنه وجميع جوانب شخصيّته، على
خلاف الأخلاق المنبثقة عن العادات والتقاليد والفلسفات، حيث أنها قاصرة ولا تشمل
كل سلوك، ثم هي تتعامل مع الظاهر ولا سلطان لها على الباطن، ثم هي في ظروف الحرب،
مثلاً، تختلف عنها
اسم الکتاب : ثمار من شجرة النبوة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 122