اسم الکتاب : ثمار من شجرة النبوة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 121
بل أخبر أن ( المؤمن ليدرك بحسن خلقه درجة الصائم القائم)[1]
ولهذا فإن القرآن يربط بين قضايا الإيمان والعبادة والسلوك في
كل آياته.. ففي الآية التي تصف أصول البر يقول:﴿ لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا
وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ
بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ
وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ
وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى
الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي
الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا
وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ﴾ (البقرة:177)
وفي الآية التي تثني على أوصاف المؤمنين يقول:﴿ إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ
وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ
وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ
وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ
وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ
اللَّهَ كَثِيراً وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً
عَظِيماً﴾ (الأحزاب:35)
انطلاقا من هذا.. فإن للأخلاق الإسلامية مزايا كثيرة تميزها عن
غيره من أنواع الأخلاق التي جاءت بها الأديان والمذاهب والفلسلفات..
فمن مزاياها [2] الثبات.. فالثبات في الأخلاق
ضرورة، لأنها الضوابط التي تضبط سلوك الناس، ولأنّها المقياس الذي يلتقي عنده
الجميع.. وتتميز الأخلاق الإسلاميّة في ذلك على الأخلاق المنبثقة عن العادات
والتقاليد، والتي هي متغيرة لأنها من وضع الإنسان القاصر.
ومن مزاياها الفطرية.. وذلك ما يجعلها يسيرة وفعّالة في حياة
البشر.. أمّا الأخلاق المنبثقة عن العادات والتقاليد فتكون في أحيان كثيرة منافية
للفطرة، وعلى وجه الخصوص في