اسم الکتاب : أنبياء يبشرون بمحمد المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 95
استحييت
من نفسي، فقلت: أجل.. ولكن ما الذي ترمي إليه؟
قال: لقد
قلت لك: إن النص يفهم من هذا.. فالمسيح أراد أن يصحح للفريسيين خطأهم في تصورهم أن
المسيح من ذرية داود، فاستخدم معهم هذا الأسلوب، حيث بدأهم، فقال: (ماذا تظنون في
المسيح، ابن من هو؟)، فقالوا له: ابن داود، فقال لهم: (فكيف يدعوه داود بالروح
رباً قائلاً: قال الرب لربي: اجلس عن يميني حتى أضع أعداءك موطئاً لقدميك؟ فإن كان
داود يدعوه رباً فكيف يكون ابنه؟)(متى 22/41-45)
لقد كان
جواب المسيح مسكتاً، فقد اعتبر أن القادم ليس من ذرية داود بدليل أن داود جعله
سيده، والأب لا يقول ذلك عن ابنه.
صمت،
فقال: لا بأس.. سنترك هذا لنرى وجها آخر من وجوه دلالة هذه النبوءة.. ولنعد إلى
حديث المسيح.
أجبني:
هل ادعى المسيح أنه المسيح المنتظر؟
قلت: لقد
عرف الجميع أن يسوع هو المسيح المنتظر.
قال: لم
أسألك عن موقف الجميع.. سألتك عن موقف المسيح، فهل ادعى المسيح أو قال لتلاميذه:
إنه المنتظر.. فقد يظن الناس جميعا شيئا في شخص هو منه براء.
قلت:
الظاهر من النصوص عدم ادعاء المسيح لذلك.. أنت لا تعرف المسيح.. لقد كان عظيم
التواضع إلى حد بعيد.. حتى أنه كان يطلق على نفسه (ابن الإنسان)
قال:
التواضع لا يلغي البيان.. أنا أعلم أنك تريد أن تفر بقولك هذا.. لكني سأورد لك من
النصوص ما ينص على هذا.. لقد سأل المسيح تلاميذه ذات يوم عما يقوله الناس عنه، ثم
سألهم: (فقال لهم: وأنتم من تقولون إني أنا؟)، فأجاب بطرس وقال له: أنت المسيح،
فانتهرهم كي لا يقولوا لأحد عنه، وابتدأ يعلّمهم أن ابن الإنسان ينبغي أن يتألم
كثيراً، ويرفض من الشيوخ ورؤساء الكهنة والكتبة ويقتل)(مرقس 8/29-31)
اسم الکتاب : أنبياء يبشرون بمحمد المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 95