اسم الکتاب : أنبياء يبشرون بمحمد المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 253
قلت: بعد
خمسين يوما من صلب المسيح.
قال: فهل
يجوز أن يكون هؤلاء المنتخبون الخلص الذين تعتبرونهم رسلا قد نسوا جميع الأحكام
التى علمها لهم المسيح فى هذه المدة القصيرة حتى يعلمهم روح القدس إياها مرة أخرى؟
صمت
قليلا، ثم قال: لقد ذكر المسيح أن هذا البارقليط يشهد له.. أليس كذلك؟
قلت: بلى..
قال: هل
يحتاج المسيح إلى شهادة أصحابه؟.. لقد كان أصحابه من الإيمان بحيث لا يحتاجون إلى
من يؤيدهم.
إن
المقصود بهذه الشهادة هو الرسول الموعود، وقد أجاب الرسول محمد على عامة الأحكام
التى ينبغي أن يعمل بها إضافة إلى شهادته على نبوة عيسى، وبذلك تجتمع كلا الجملتين
في الدلالة على محمد.
صمت
قليلا، ثم قال: لقد قال المسيح :(إذا لم أذهب لن يأتى فارقليط)(إنجيل يوحنا (15 :
7)، فقد ذكر أن ذهابه مشروط بمجيء فارقليط، ومجيء فارقليط مشروط بذهاب المسيح،
فإذا كان المقصود روح القدس، فإن نزوله على المسيح أو على الحواريين ليس مشروطا
بذهاب المسيح، لأن روح القدس كان قد نزل حينما أرسل المسـيح حـوارييه مـن أجـل نشر
الدين.
وبناء
على هذا فإن نزوله ليس مشروطا بذهاب المسيح، ولكن لو قلنا إن المقصود هو نبى وصاحب
شريعة عالمية، لأصبح الأمر منطقيا ومعقولا لأن مجيئه مشروط بذهاب المسيح لكونه
سينسخ رسالته.
صمت
قليلا، ثم قال: لقد قال المسيح عن الموعود: (ذاك يمجدنى لأنه يأخذ مما لى
ويخبركم)، ولم يمجد المسيح نبى ظهر بعده إلا نبى الإسلام (محمد) فهو قد أثنى عليه
وبين
اسم الکتاب : أنبياء يبشرون بمحمد المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 253