اسم الکتاب : أنبياء يبشرون بمحمد المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 249
لم أملك
إلا أن أجيب بالإيجاب، فقال: بل كان الروح القدس يساعد الحواريين أيضا في مهامهم
التبشيرية الوعظية والانتقالية، أليس ذلك صحيحا؟
قلت: بلى..
قال: ولا
يمكنك أن تقول غير ذلك.. فأنت تقرأ في إنجيل يوحنا، نفس الإنجيل الذي وردت فيه هذه
النبوءة: (فقال لهم يسوع أيضا سلام لكم، كما أرسلني الأب أرسلكم أنا، ولما قال هذا
نفخ وقال لهم: اقبلوا الروح القدس) (إنجيل يوحنا:20 : 21 ـ 22)
صمت
قليلا، ثم قال: ألم يرد في البشارة أن ذلك الموعود سوف يكشف عن أمور يجهلها المسيح
نفسه؟
ولو كان
المسيح قد جاء بجميع الحق لما كانت هناك حاجة لأن يأتى نبى من بعده يحل للناس
جميع الحق.. وهذا يعني أن هذا البارقليط الموعود سيكون مثل المسيح، بشرا نبيا،
وليس روحا.
التفت
إلي، ثم قال: ألا ترى أنه بالعودة إلى اللغة الأصلية التي ألف بها الإنجيل تتضح
أمور كثيرة.. صدقني.. لقد عبثت الترجمات كثيرا بشرف الكتاب المقدس[1].
مع أن
كلامه في غاية الوضوح إلا أني حاولت الفرار بما تعلمته من أساليب، فقلت: أرى أن ما
ذكرته من العودة إلى الترجمات، لا يكفي للدلالة على الأمر الخطير الذي ذكرته..
قاطعني،
وقال: لا بأس.. فنلتمس سبيلا آخر.. فما أكثر سبل الحق.
أنتم
تعتبرون البارقليط هو الروح القدس.. أليس كذلك؟