responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رحمة للعالمين المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 412

إلى بعض) [1]

فسألته عن سر هذا الحديث، فقال: العاقل هو من بدأ بالنظر في عيوب نفسه، وانشغل بها، فلا يمكن أن يتطهر من لا ينظر في مرآة الروح ليرى ما لصق بروحه من أنواع الأدران.

قلت: فالنظر إلى النفس حجاب.

قال: والانشغال بعيوب الناس عن عيوب النفس أعظم منه.. فـ (ربما كنت مسيئاً فأراك الإحسان منك صحبتك إلى من هو أسوأ حالاً منك) [2]

اقتربنا من أحد هؤلاء المتطهرين، فسمعنا المرشد يخاطب المتطهر قائلا: اعلم أن من أطاع هواه أعطى عدوه مناه.. وأن راكب الشهوات لا تستقال عثراته.. وأن من كرمت عليه نفسه هانت عليه شهوته..

لقد قال الصادق، وهو يربي الصادقين: (احذروا أهواءكم كما تحذرون أعداءكم، فإنه ليس شيء أعدى للرجال من اتباع أهوائهم)، وقال لبعضهم:(لا تدع النفس وهواها، فإن هواها في رداها وترك النفس وما تهوى أذاها وكف النفس عما تهواه دواها)

وروي في الحديث أن رجلاً اسمه مجاشع قال: يا رسول الله كيف الطريق إلى معرفة الحق ؟ فقال a: (معرفة النفس)، فقال: فكيف الطريق إلى موافقة الحق؟ فقال a: (مخالفة النفس)، فقال: فكيف الطريق إلى رضا الحق؟ فقال a: (سخط النفس)، فقال: فكيف الطريق إلى طاعة الحق ؟ فقال a: (عصيان النفس)، فقال: فكيف الطريق إلى ذكر الحق؟ فقال a: (نسيان النفس)، فقال: فكيف الطريق إلى قرب الحق؟ فقال a: (التباعد عن النفس)، فقال: فكيف الطريق إلى أنس الحق؟ فقال a: (الوحشة عن النفس)، فقال: فكيف الطريق إلى ذلك


[1] رواه البخاري ومسلم.

[2] حكمة من حكم ابن عطاء الله.

اسم الکتاب : رحمة للعالمين المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 412
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست