responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رحمة للعالمين المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 411

قال: أجل.. ولا تكتمل إحداهما إلا بالأخرى.. وإلا كان نفاقا.. لقد قال أبو حامد يذم من بالغ في الطهارة الظاهرة غافلا عن أدرانه الباطن:(لقد انتهت النوبة الآن إلى طائفة يسمون الرعونة نظافة، فيقولون: هي مبنى الدين، فأكثر أوقاتهم في تزيينهم الظواهر، كفعل الماشطة بعروسها.. والباطن خراب مشحون بخبائث الكبر والعجب والجهل والرياء والنفاق ولا يستنكرون ذلك ولا يتعجبون منه، ولو اقتصر مقتصر على الاستنجاء بالحجر أو مشى على الأرض حافيا أو صلى على الأرض أو على بواري المسجد من غيرسجادة مفروشة أو مشى على الفرش من غير غلاف للقدم من أدم، أو توضأ من آنية عجوز أو رجل غير متقشف أقاموا عليه القيامة وشدوا عليه النكير ولقيوه بالقذر وأخرجوه من زمرتهم واستنكفوا عن مؤاكلته ومخالطته.. فسموا البذاذة التي هي من الإيمان قذارة، والرعونة نظافة.. فانظر كيف صار المنكر معروفا، والمعروف منكرا، وكيف اندرس من الدين رسمه كما اندرس حقيقته وعلمه) [1]

قلت: فكيف أتخلص من هذه الرعونة التي تحدث عنها أبو حامد؟

قال: في هذا الحمام يوجد رجال كثيرون من أهل الله تعلموا عن ورثة رسول الله a كيف ينظفون البواطن..

قلت: فهلم بنا ندخل إليهم.. فما أحوج نفسي للطهارة.

دخلت معه.. فوجدت مظهرا عجيبا.. وجدت أقواما كثيرين من الناس.. كل منهم ينفرد برجل يخاطبه بكل أساليب الخطاب اللطيف منها والعنيف.. والعجيب أنهم مع كل هذه الزحمة لا يبدو عليهم الانشغال إلا بما هم فيه.. فلا يلتفت أحدهم للآخر، ولا يكاد ينتبه له.

سألت الفضيل عن عدم انشغال بعضهم ببعض، فذكر لي قول رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم: (يحشر الناس يوم القيامة حفاة عراة غرلا)، فسئل: يارسول الله النساء والرجال جميعا، ينظر بعضهم إلى بعض؟ فقال a: (الأمر أشد من أن ينظر بعضهم


[1] الإحياء.

اسم الکتاب : رحمة للعالمين المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 411
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست