responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رحمة للعالمين المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 383

a: قل: اللهم مغفرتك أوسع من ذنوبى، ورحمتك أرجى عندى من عملى، فقالها ثم قال له: عد، فعاد، ثم قال له: عد، فعاد، فقال له: (قم قد غفر الله لك)[1]

الحكمة:

ثم سار بي إلى بعض الحكماء.. ومن أفواههم تلقيت من حكمة الأمل في عفو الله ما ملأ صدري اتساعا..

ومما رووه لي ما أوحاه الله تعالى إلى داود u من قوله:(أحبني وأحب من يحبني وحببني إلى خلقي)، فقال:(يا رب، كيف أحببك إلى خلقك؟)، قال:(اذكرني بالحسن الجميل واذكر آلائي وإحساني وذكرهم ذلك فإنهم لا يعرفون مني إلا الجميل)

وحدثوني أن لصاً كان يقطع الطريق في بني إسرائيل أربعين سنة، فمر عليه عيسى u وخلفه عابد من عباد إسرائيل من الحواريين، فقال اللص في نفسه: هذا نبي الله يمر وإلى جنبه حواريه لو نزلت فكنت معهما ثالثاً، قال: فنزل يريد أن يدنو من الحواري ويزدري نفسه تعظيماً للحواري ويقول في نفسه: مثلي لا يمشي إلى جنب هذا العابد، قال: وأحس الحواري به، فقال في نفسه: هذا يمشي إلى جانبي، فضم نفسه ومشى إلى عيسى عليه الصلاة والسلام، فمشى بجنبه فبقي اللص خلفه، فأوحى الله تعالى إلى عيسى - عليه الصلاة والسلام -: (قل لهما ليستأنفا العمل)

وحدثوني أنه كان في بني إسرائيل شاب عبد الله تعالى عشرين سنة، ثم عصاه عشرين سنة، ثم نظر في المرآة فرأى الشيب في لحيته، فساءه ذلك، فقال: (إلهي إني أطعتك عشرين سنة، ثم عصيتك عشرين سنة، فإن رجعت إليك أتقبلني؟) فسمع قائلاً يقول - ولا يرى شخصاً -: (أحببتنا فأحببناك، وتركتنا فتركناك، وعصيتنا فأهملناك وإن رجعت إلينا قبلناك)


[1] رواه الحاكم.

اسم الکتاب : رحمة للعالمين المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 383
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست