responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رحمة للعالمين المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 278

ووجوهنا، فإذا نحن قتلنا بين يديك نكون قد وفينا لربنا وقضينا ما علينا)

في تلك الحال قيل لمحمد بن بشير الحضرمي: قد أسر ابنك بثغر الري، فقال: (عند الله أحتسبه ونفسي، ما كنت أحب أن يؤسر وأن أبقى بعده)، فلما سمع الحسين قوله قال: (رحمك الله، أنت في حل من بيعتي، فاعمل في فكاك ابنك)، فقال الحضرمي: أكلتني السباع حياً إن فارقتك.. قال: (فأعط ابنك هذه البرود[1] يستعين بها في فكاك أخيه)، فأعطاه خمسة أثواب قيمتها ألف دينار.

وبات الحسين وأصحابه تلك الليلة، ولهم دوي كدوي النحل، ما بين راكع وساجد وقائم وقاعد، فعبر إليهم في تلك الليلة من عسكر ابن سعد اثنان وثلاثون رجلاً.

وعندما ركب أصحاب عمر بن سعد، بعث الحسين بعض أصحابه، فوعظهم، فلم يسمعوا وذكرهم فلم ينتفعوا.

عندها ركب الحسين ناقته أو فرسه، فاستنصتهم فأنصتوا، فحمد الله وأثنى عليه وذكره بما هو أهله، وصلى على محمد a وعلى الملائكة والأنبياء والرسل، وأبلغ في المقال، ثم قال: تباً لكم أيتها الجماعة وترحاً حين استصرختمونا والهين فأصرخناكم موجفين، سللتم علنا سيفاً لنا في ايمانكم، وحششتم علينا ناراً اقتدحناها على عدونا وعدوكم، فأصبحتم أولياء لأعدائكم على أوليائكم بغير عدلٍ أفشوه فيكم ولا أملٍ أصبح لكم فيهم.

فهلا تركتمونا والسيف مشيمٌ والجأش ضامرٌ والرأي لما يستحصف، ولكن أسرعتم إليها كطير الدبا، وتداعيتم إليها كتهافت الفراش.. فسحقاً لكم يا عبيد الأمة، وشرار الأحزاب، ونبذة الكتاب، ومحرفي الكلم، وعصبة الآثام، ونفثة الشيطان، ومطفئ السنن.. أهؤلاء تعضدون، وعنا تتخاذلون؟!


[1] البرد: ثوب مخطط، وقد يقال لغير المخطط أيضاً، وجمعه برود وأبرد، ومنه الحديث: الكفن يكون برداً.

اسم الکتاب : رحمة للعالمين المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 278
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست