اسم الکتاب : رحمة للعالمين المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 277
ثم نظر الحسين إلى بني عقيل، وقال: (حسبكم من القتل صاحبكم مسلم، اذهبوا
فقد أذنت لكم)
فأجابوه قائلين: يا ابن رسول الله.. فماذا يقول الناس لنا، وماذا نقول
لهم، إذ تركنا شيخنا وكبيرنا وسيدنا وإمامنا وابن بنت نبينا، لم نرم معه بسهم، ولم
نطعن معه برمح، ولم نضرب معه بسيف، لا والله يا ابن رسول الله لا نفارقك أبداً،
ولكنا نقيك بأنفسنا حتى نقتل بين يديك ونرد موردك، فقبح الله العيش بعدك)
ثم قام مسلم بن عوسجة[1]، وقال: (نحن نخليك هكذا وننصرف عنك وقد أحاط
بك هذ العدو، لا والله لا يراني الله أبداً وأنا أفعل ذلك حتى أكسر في صدورهم رمحي
وأضربهم بسيفي ما ثبت قائمة بيدي، ولو لم يكن لي سلاح أقاتلهم به لقذفتهم
بالحجارة، ولم أفارقك أو أموت دونك)
وقام سعيد بن عبدالله الحنفي فقال: (لا والله يابن رسول الله لا نخليك
أبداً حتى يعلم الله أنا قد حفظنا فيك وصية رسوله محمد a،
ولو علمت أني أقتل فيك ثم أحيى ثم أحرق حياً ثم أذرى ـ يفعل بي ذلك سبعين مرة ـ ما
فارقتك حتى ألقى حمامي من دونك، فكيف وإنما هي قتلة واحدة ثم أنال الكرامة التي لا
انقضاء لها أبداً؟!)
ثم قام زهير بن القين وقال: (والله يابن رسول الله لوددت أني قتلت ثم
نشرت ألف مرة وأن الله يدفع بذلك القتل عنك وعن هؤلاء الفتية من إخوتك وولدك وأهل
بيتك)
وهكذا تكلم جماعة من أصحابه بمثل ذلك وقالوا: (أنفسنا لك الفداء نقيك
بأيدينا
[1] هو مسلم بن عوسجة الأسدي، من
أبطال العرب في صدر الإسلام، أول شهيد من أنصار الحسين بعد قتلى الحملة الأولى،
كان صحابياً ممن رأى رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم، وقد سبق أن ذكرنا ترجمته في هذه الرسالة.
اسم الکتاب : رحمة للعالمين المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 277