وقال: (كل سلامي من الناس عليه صدقة، كل يوم تطلع فيه الشمس، تعدل بين
الإثنين صدقة، وتعين الرجل في دابته فتحمله عليها، أو ترفع له عليها متاعه صدقة،
والكلمة الطيبة صدقة، وكل خطوة تمشيها إلى الصلاة صدقة، وتميط الأذى عن الطريق
صدقة)[2]
وقال: (ما تصدق أحد بصدقة من طيب - ولا يقبل الله إلا الطيب - إلا أخذها
الرحمن بيمينه، وإن كانت تمرة، فتربو في كف الرحمن حتى تكون أعظم من الجبل، كما
يُربّي أحدكم فلوه أوفصيله) [3]
وجاء رجل إلى رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم، فقال: يا رسول الله أي الصدقة أعظم أجراً ؟
قال: (أن تَصَدَّقَ وأنت صحيح شحيح، تخشى الفقر، وتأمل الغني، ولا تُمهلِ حتى إذا
بلغت الحُلقُوم قلت: لفلان كذا وفلان كذا وقد كان لفلان)[4]
^^^
ما وصل (عبد الله بن مسعود) من حديثه إلى هذا الموضع حتى أصابت (صمويل
زويمر) نوبة أشبه بنوبات الصرع.. فقد أخذ يصيح بصوت عال ملأني رعبا، في الحين الذي
كانت أطرافه جميعا تتحرك حركات كثيرة لا إرادية.
وقد كان مما سمعته منه قوله: اغربوا عني.. لماذا تتبعونني حيث سرت..
لماذا تكدرون حياتي.. لماذا تملأون أحلامي بالكوابيس.. لماذا تملأون يقظتي
بأحاديثكم المنتنة.
أسرع إليه وكيله، وراح يهدئه، فلما لم يستجب، راح يحقنه بحقنة كبيرة..