responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رحمة للعالمين المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 20

قال: لن أعرفك به الآن.. ولكني أقول لك: لا يمكن لأحد من الناس أن يصل إلى أي كرسي على هذه الأرض من كراسي السياسة أو كراسي الدين ما لم يرض عنه..

وأي شخص لا يرضى عنه.. فإن مصيره معروف.

قلت: أنت تريدني أن أتزلف إليه إذن؟

قال: أجل.. بقلبك وقالبك.. فلذلك الرجل من القدرات ما يقرأ به أسرارك.. فلذلك احذر أن يطلع منك على أي خيانة.. فإنه لا شيء يزعجنا عن أحلامنا كما يزعجنا غضبه.

قلت: فأنت الآن تريد أن تنفذ الخطة التي أرادها.

قال: ولم أدعك إلا لأجل ذلك.. إن كل من رأيتهم قد حضروا الحفل لا يهتمون الآن بشيء كما يهتمون بتنفيذ خطته.. لأنه لا تنفذ مآربهم ولا تحقق أحلامهم إلا بذلك.

قلت: ولكنا لم نسمع في الحفل بأي خطة؟

قال: هو لا يتكلم في هذه الأمور علانية.. هو يأخذ حذره أكثر مما تتصور.. ولذلك هو يرسل إلى خاصة خاصته برسائل مشفرة لا يقرؤونها إلا هم.. بل إنه أحيانا كثيرة، وإمعانا في الاحتياط، لا يثق في الرسل الذين يرسلهم، فلذلك يأتي هو، ويسر لمن يريد أن يتحدث إليه، ويناجيه ليس بينه وبينه أحد.

قلت: لكأنه يمارس أساليب الشياطين.

ضحك أخي، وقال: لقد ذكرتني.. فكثيرا ما يقول لنا هذا عن نفسه..

قلت: ما يقول؟

قال: إنه يقول لنا ـ مازحا بالطبع ـ: أحيانا تقتضي منا التضحية أن نتحول إلى شياطين.. لأنه لا يمكن أن نحقق أهدافنا ونحن نسلك سبل الملائكة.

قلت: ويله.. أيتهم الملائكة بالعجز؟

قال: هو لا يتهم الملائكة بالعجز.. ولكنه يتهم السبل النظيفة بالعجز.

اسم الکتاب : رحمة للعالمين المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 20
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست