responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رحمة للعالمين المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 19

^^^

في الغد استدعاني أخي إلى مكتبه بالفاتيكان، وقال، وهو ممتلئ زهوا وفرحا وسرورا: أبشر ـ يا أخي ـ فها نحن نقترب كثيرا من كرسي البابا.. ذلك الكرسي الذي طالما حلمنا به..

لا يحول بيننا وبينه الآن إلا هذا البابا.. وهو عجوز مسن كما تراه.. ويوشك أن يدعوه ربه إليه ليخلو الجو لنا.

قلت: لقد زهدت في ذلك الكرسي منذ زمن بعيد.

ضحك بصوت عال، وقال: ذلك شيء يهيأ لك.. أما الحقيقة.. فهي أن الجلوس على ذلك الكرسي هو حلمك الأكبر.. حلمك الذي يمتلئ به سرك الباطن الذي لا تعرفه.

قلت: فكيف عرفت أنت؟

قال: ألست سواك.. أنا وأنت توأمان.. بل شقان لبذرة واحدة.. أنا أمثل طرفا من أطرافها، وأنت تمثل الثاني.. ولا يوجد في عقلك إلا ما يوجد في عقلي.. ولا أحلم إلا بما تحلم به.

قلت: أنا أحلم بالحقيقة.. أنا أريد أن أستظل بشمس الحقيقة.

قال: شمس الحقيقة لا ينالها إلا من جلس على كرسي بطرس.. ذلك الكرسي الذي يجعلك قريبا جدا من المسيح، ولن تنال الخلاص إلا بقربك من المسيح.

قلت: ولكن.. ألا ترى أن فيما نستخدمه من أساليب ما يبعدنا عن المسيح؟.. ألم يكن المسيح داعية سلام وداعية رحمة وداعية أخوة وإنسانية؟.. فكيف نرغب عن كل دعواته لنضع أيدينا في أيدي الشياطين؟

قال: وأي شياطين نضع أيدينا في أيديهم؟

قلت: ألم تسمع ـ أمس ـ ذلك الشيطان.. وما وضعه من الخطط؟

قال: أنت لا تعرف ذلك الرجل.. فلذلك تتكلم عنه بهذا الأسلوب.

قلت: فعرفني به.

اسم الکتاب : رحمة للعالمين المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 19
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست