responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رحمة للعالمين المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 178

قال: لقد خشيت عليهم.. لقد رأيت أنه يحمل أفكارا خطيرة يمكنها أن تتسبب لهم في تشوهات نفسية لا يمكنهم النجاة منها.. ألا ترى أنه يبدو مسلما ملتزما؟

قلت: وذلك ما يدعوني لأن أطلب منك أن تأذن له فيما يريد من الخطاب.. فلعلنا نظفر منه بشيء.

قال: إن ما تقوله خطير..

قلت: كيف ذلك؟

قال: ألا ترى أن هؤلاء، ومع كونهم غير ملتزمين، دب إلي اليأس من شفائهم.. فكيف إذا سرب إليهم هذا الرجل أمراض الالتزام حينها سيصابون بإعاقة نفسية دائمة لا يمكن لهذا المستشفى أن يتحمل تبعاتها.

قلت: لقد ذكرت لي أنك قد يئست من شفائهم.. واليائس لا يبالي أي مركب ركب..

سكت قليلا، ثم قال: لا بأس.. سآذن له اليوم بالحديث إكراما لك.. ولكن لابد أن تكون حاضرا لترى الخرافات التي يريد أن يسربها للمرضى.

^^^

تقدمت مع (إيرنست جونز) إلى الرجل.. وقد كان منشغلا بتأمل المرضى والنظر فيهم.. وهو مع ذلك يحرك لسانه بكلمات لم نتبينها.

قال له إيرنست: أنا لا أزال محتارا في سر حضورك بين الحين والحين إلى هذا المستشفى، مع أني أعلم أنه لا قريب لك فيه ولا صديق.. فما سر إصرارك على الحضور؟

قال: أنا أشعر بألم كبير نحو هؤلاء.. أنا أراهم كعطشى استبد بهم العطش، ولا أحد يسقيهم الشراب الذي يتناسب معهم.

ابتسم إيرنست، وقال: وهل لديك مثل هذا الشراب الذي تتحدث عنه؟

قال: أجل.. وهذا مصدر حزني.. ألا ترى يا بروفيسور أنه من المحزن أن يحال بين المنقذ

اسم الکتاب : رحمة للعالمين المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 178
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست