قال: لا..
قلت: فهل رأيتهم يصلون؟
قال: لا.. هم مقصرون في جميع هذه النواحي.. ولكن ما غرضك من كل هذه الأسئلة؟
قلت: أردت أن أعرف علاقة الدين بمرضهم.
قال: فما رأيت؟
قلت: أرى أن تشخيصك لحالتهم بكون الدين سببها خطأ.. فهؤلاء لا علاقة لهم بالدين.
قال: ولكنهم يذكرون عن أنفسهم أنهم مسلمون.
قلت: أجل.. هم مسلمون ورثوا إسلامهم ولم يعيشوه، وفرق كبير بين أن ترث شيئا، وبين أن تستخدمه.
^^^
ما قلت هذا حتى رأيت رجلا كانت سيما الورثة ظاهرة عليه.. لقد كان أشبه الناس بمحمد والحكيم وكل الورثة الذين تحدثت عنهم في رواياتك..
سألت (إيرنست جونز) عنه، فقال: لا أدري.. لعله زائر من الزوار الذين تعود المستشفى أن يسمح لهم بالدخول في هذه الأوقات.. لكن ما سؤالك عنه؟
قلت: لست أدري.. ولكن أشعر أن هذا الرجل يمكن أن يمثل الإسلام تمثيلا صالحا.
قال: كيف عرفت ذلك.. أنا يبدو لي أنه كسائر الناس؟
قلت: لست أدري.. ولكني أشعر في قرارة نفسي أن هذا الشخص يحمل الإكسير الذي يحطم به أصنام جميع الأوهام التي يحملها هؤلاء المرضى.
ابتسم، وقال: أصدقك القول.. لقد جاءني هذا الرجل مرات كثيرة يطلب مني أن يجتمع بالمرضى، ويحدثهم.. لكني رفضت ذلك رفضا شديدا.
قلت: لم؟