responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رحمة للعالمين المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 12

لقد خشوا علي من بطش كلماته وبطش مواقفه وبطش أتباعه الذين لم يكونوا يحملون إلا العصي..

لقد ظل هذا الرجل فترة طويلة في حياتي يملأ أحلامي بالكوابيس..

وكان مما يزيد في آلامي أنه كان يصور نفسه خليفة للنبي ووارثا له.. وكان كثير من الناس يعتقدون ذلك.. مع أنه في الحقيقة لم يكن إلا دجالا لا يختلف عن المسيح الدجال..

في ذلك اليوم جثم على قلبي كما تجثم الأدواء.. فقلت في نفسي: كيف غفل قومي عن هذا، وراحوا ينكرون على الرسامين وعلى البابا وعلى جميع الأبواق الخارجية.. !؟

ألم يكن الأولى بهم أن يبدأوا بهذا السرطان الذي ينهش ديننا وقيمنا وحقائقنا.. فيبتروه.. لأنه لم يكن للرسامين ولا لغيرهم أن يفعلوا ما فعلوه لولا أنهم وجدوا أمثال هؤلاء الدجالين الذين يلبسون قمصان محمد a.. ولكن قلوبهم لا تحمل إلا أضغان أبي جهل.. وأحقاده.. وأطماعه.. وقساوته !؟

ألم يكن الأولى بنا أن نخرج في مظاهرات عارمة لنحرق دمى هؤلاء الدجالين بدل أن نحرق دمى غيرهم.. فلم يكن لغيرهم أن يتحدث لولا هؤلاء؟

ألم يكن الأولى بنا أن نصيح كما صاح قبلنا رواد الثورة الصناعية، وهم يقولون: (ليشنق آخر دوق بأمعاء آخر قسيس).. فنقول معهم أو على شاكلتهم: (ليشنق آخر مستبد بأمعاء آخر دجال)؟

كنت أقول هذا.. وأنا أمد يدي لأخنق بها شيئا لست أدري ما هو..

بينما أنا كذلك إذا بي أسمع الغريب يردد بصوت حنون خاشع قوله تعالى:﴿ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ ﴾ (الانبياء:107).. فإذا بشمس رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم تطل على قلبي.. وتزيح كل تلك الكوابيس والآلام التي نشرتها تلك الذكريات المريرة..

لقد ذاب ذلك الكابوس كما يذوب الدجال عندما يرى المسيح.. فلذلك امتلأت

اسم الکتاب : رحمة للعالمين المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 12
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست