responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رحمة للعالمين المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 11

في الدين بحسب ما هداه إليه علمه أو عقله راح ينشر البيانات في القرية.. بيانات التكفير والتبديع والتضليل والحرمان.. وكان يتبع تلك البيانات التقريرية بنقاط عملية من خالفها خرج من الفرقة الناجية ليسقط في هاوية الفرق الهالكة الكثيرة..

كان أقل تلك النقاط شأنا هجر المبتدع وترك السلام عليه وعدم عيادته إذا مرض، وعدم المشي في جنازته إذا مات.. وعدم البيع له.. وعدم الشراء منه.. ومن تجرأ وابتسم في وجهه فقد أتى بالكبيرة التي ليس دونها كبيرة..

كان الناس يسمعون هذه البيانات ويقرأونها ويمتلأون رعبا منها..

لقد كانوا يتصورون أن للرجل من السلطة ما يمكنه أن يضع أي اسم شاء في قوائم أهل النار.. كما أن له السلطة ما يمكنه أن يضع أي اسم شاء في قوائم أهل الجنة.. ولذلك كانوا يمتلئون بالرعب منه.. وكان ذلك الرعب يجعلهم يتزلفون أحيانا بكل ما يملكون ليكتسبوا من رضاه ما يضمنون به مصيرهم الذي وضع بين يديه.

كنت أجلس ـ أحيانا ـ لأستمع إلى دروسه الفقهية التي كان يتكرم بها على أهل القرية.. أو ليحضر نفوسهم بها.. فكنت أسمع من التقريعات والتشديدات ما يملأ القلوب بالمهابة..

والعجب في دروسه أنه كان لا يهتم بشيء كما يهتم بالمسائل المرتبطة بالرقيق.. وكان فهمه للرق فهما ممتلئا بالعنصرية والكبرياء.. كان كلما ذكر الرقيق يردد بحزن قائلا:(متى يأتي ذلك اليوم الذي نرى فيه الرقيق الأسود والأبيض والأصفر.. حتى نعيد إحياء هذه الأحكام التي لن تحيا إلا بعودة الرقيق)

أذكر أني في يوم من الأيام ضاقت نفسي.. فتحدثت أمامه، منكرا عليه بعض الأمور.. فأقام الدنيا ولم يقعدها..

لقد عقد المجالس الطويلة يحذر مني وينفر.. إلى أن اضطر أهلي أن يطردوني بالتي هي أحسن من تلك البادية التي ولد فيها أجدادي جميعا..

اسم الکتاب : رحمة للعالمين المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 11
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست