responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : سلام للعالمين المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 98

قلت: بلى..

قال: فهذه هي المتاهة التي وقع فيها.. لقد خلط بين الروح والنفس..

قلت: لقد ذكرت لي أن الروح عندما تمتطي الجسد تتحول إلى نفس؟

قال: لا.. لم أقل إنها تتحول.. وإنما قلت لك: إنها تحتاج إلى جهاز اسمه النفس لتمارس به حياتها على هذه الأرض.. إن حاجتها إلى النفس تعدل حاجتنا إلى استعمال أجهزة خاصة إذا أردنا أن نصعد في الفضاء أو نغوص في أعماق الماء.

قلت: والروح؟

قال: الروح هي الإنسان.. وليس لها في الأصل إلا وجهة واحده هي الوجهة التي صدرت منها.. فهي لا تزال تحن إليها.

قلت: فكيف تستعمل النفس الغرائز لتحفظ به وجودها؟

قال: يمكن للعقل المجرد المتخلي عن الهوى أن يكتشف هذا.. فالنفس ليست بعيدة عنا.. ولذلك يمكن تحليلها لمعرفة الغرائز المرتبطة بها.

سأذكر لك ما قاله علماء المسلمين في هذا.. ولعلهم استفادوا الكثير منه من حكماء الأمم المختلفة:

لقد ذكروا أن الوجود الدنيوي للإنسان يتطلب وسائل خاصة يتمكن بها الإنسان من السكن على هذه الأرض، كما يتطلب رائد الفضاء لباس خاصا يتناسب مع جو القمر، أو أي جو يريد أن يتعامل معه.

واللباس الذي يتناسب مع هذه الأرض، هو هذا الجسد الترابي، وخصائصه هي نفس خصائص المكونات الحية الموجودة على هذه الأرض، فلذلك صار يفتقر إلى ما يحفظه، وما يدفع عنه الهلاك.

وهذا الحفظ والتعهد يتطلب أعضاء تجلب الغذاء وغيره، وأعضاء تدفع عن النفس

اسم الکتاب : سلام للعالمين المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 98
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست