responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : سلام للعالمين المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 649

إلى الباطل، فبعد الثمار النضيجة والمناظر الحسنة والظلال العميقة والأنهار الجارية تبدلت إلى شجر الأراك والطرفاء والسدر ذي الشوك الكثير والثمر القليل.

قال رجل من الجمع: إن قومنا الآن يتيهون.. ويعتبرون حضارة السبأيين بدائية بالنسبة لما وصلت إليه حضارتهم.

قال الخطيب: القرآن الكريم يعمم نموذج سبأ على كل القرى والحضارات والأمم التي انحرفت عن سبيل الله، قال تعالى يبين سنته في ذلك :﴿ وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَةٍ بَطِرَتْ مَعِيشَتَهَا فَتِلْكَ مَسَاكِنُهُمْ لَمْ تُسْكَنْ مِنْ بَعْدِهِمْ إِلَّا قَلِيلاً وَكُنَّا نَحْنُ الْوَارِثِينَ ﴾ (القصص:58)، وقال :﴿ أَفَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنَ الْقُرُونِ يَمْشُونَ فِي مَسَاكِنِهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِأُولِي النُّهَى ﴾ (طه:128)، وقال :﴿ وَعَاداً وَثَمُودَ وَقَدْ تَبَيَّنَ لَكُمْ مِنْ مَسَاكِنِهِمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَكَانُوا مُسْتَبْصِرِينَ ﴾ (العنكبوت:38)، وقال:﴿ أو لَمْ يَهْدِ لَهُمْ كَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنَ الْقُرُونِ يَمْشُونَ فِي مَسَاكِنِهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ أَفَلا يَسْمَعُونَ ﴾ (السجدة:26)

جلس الخطيب جلسة خفيفة، ثم قام يقول: فاحذروا أيها المؤمنون من أن تضيعوا أمانة الأرض التي أمر الله بحفظها.. وإياكم أن تدب إليكم أدواء الأمم من حولكم.. أولئك الذي يخربون الأرض، ويقتلون الحياة، ويغيرون خلق الله، ويصارعون فطرة الله.

قال رجل من الجمع: ولكن الحضارة قد تستدعي بعض ما ذكرت.

قال الخطيب: كل حضارة خربت الحياة وبدلت الفطرة داء وتخلف..

قال الرجل: لقد عشت في تلك القرى.. ورأيت أن الضرورة تستدعي ما يتصرفون فيه.

قال الخطيب متوجها للسائل: أفي إمكان تلك العقول التي استطاعت أن توفر جميع المرافق وجميع أنواع الرفاه أن تخترع للأرض ما يحفظ لها سلامها؟

قال الرجل: أجل.

قال الخطيب: فلم لم تفعل؟

اسم الکتاب : سلام للعالمين المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 649
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست