اسم الکتاب : سلام للعالمين المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 645
على البيئة، بل إن القرآن
الكريم يصف من محاسن الحيوانات البحرية ما يرغب في أكلها، قال تعالى ممتنا على عباده:)
وَهُوَ الَّذِي سَخَّرَ الْبَحْرَ لِتَأْكُلُوا مِنْهُ لَحْماً طَرِيّاً
وَتَسْتَخْرِجُوا مِنْهُ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا وَتَرَى الْفُلْكَ مَوَاخِرَ
فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) (النحل:14)
فالآية الكريم تصف لحم
الحيوانات البحرية بكونه طريا، وكأنها بذلك تثير الشهية إلى طلبه والرغبة فيه.
وفي آية أخرى تخص صيد البحر
بالإباحة، وفي ذلك إشارة أيضا إلى الترغيب في التمتع بنعم الله في البحر، ليحصل
التوازن بين البر والبحر، ويحفظ التنوع في كليهما، قال تعالى:﴿ أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ وَطَعَامُهُ
مَتَاعاً لَكُمْ وَلِلسَّيَّارَةِ وَحُرِّمَ عَلَيْكُمْ صَيْدُ الْبَرِّ مَا
دُمْتُمْ حُرُماً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ) (المائدة:96)
^^^
أحسست ببعض الجوع، فذهبت إلى
مطعم قريب.. وطلبت طعاما من أطعمة هذه الحضارة، فرأيت صاحب المطعم لا يعرفه.. طلبت
آخر.. فلم يعرفه.. فسألته متعجبا: فلم فتحت المطعم إذن.. ما دمت لا تعرف هذه
الأنواع من الأغذية؟
قال: فتحته لإطعام الناس مقابل
ما يرزقني الله بواسطتهم من رزق.
قلت: ما دمت قد نويت هذه
النية.. فلم لم تحضر لهم من الطعام الطيب ما يجعلهم يرغبون في ملء خزائنك بالذهب
والفضة؟
قال: الطعام الطيب عندنا هو
الحلال الذي لم يخرج عن الفطرة التي فطر الله الناس عليها.
قلت: أللطعام فطرة؟
قال: أجل.. لقد جعل الله لكل
شيء فطرته الخاصة به.. ونحن نصارعه إن أخرجناه عن فطرته.. لقد قال الله تعالى
:﴿ فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ
النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ
وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ) (الروم:30)
اسم الکتاب : سلام للعالمين المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 645