اسم الکتاب : سلام للعالمين المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 594
وقد روي في سبب نزول
الآية السابقة أن المرأة التي كانت لا يعيش لها ولد تجعل على نفسها إن عاش أن
تهوده، فلما أجليت بنو النضير، كان فيهم من أبناء الأنصار، فقالوا: لا ندع أبناءنا
( أي لا ندعهم يعتنقون اليهودية)، فنزلت الآية تنهاهم عن ذلك[1].
انظر..
رغم أن محاولات الإكراه
كانت من آباء يريدون حماية أبنائهم من التبعية لأعدائهم المحاربين الذين يخالفونهم
في دينهم وقوميتهم، ورغم الظروف الخاصة التي دخل بها الأبناء دين اليهودية وهم
صغار، ورغم ما كان يسود العالم كله حينذاك من موجات الاضطهاد للمخالفين في المذهب،
فضلاً عن الدين، كما كان في مذهب الدولة الرومانية التي خيَّرت رعاياها حينًا بين
التنصر والقتل، فلما تبنت المذهب الملكاني أقامت المذابح لكل مَن لا يدين به من
المسيحيين من اليعاقبة وغيرهم.
لقد قال القرآن في آية
أخرى:﴿ وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآَمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ
جَمِيعًا أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ
(99)﴾(يونس)
ويذكر القرآن عن نوح،
وهو نبي من الأنبياء العظام.. وقد أمر القرآن بالاقتداء بالأنبياء:﴿ قَالَ
يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَآتَانِي
رَحْمَةً مِنْ عِنْدِهِ فَعُمِّيَتْ عَلَيْكُمْ أَنُلْزِمُكُمُوهَا وَأَنْتُمْ
لَهَا كَارِهُونَ﴾ (هود:28)
[1]
رواه أبو داود والنسائي وابن أبي حاتم وابن حيان في صحيحه، وهكذا ذكر مجاهد وسعيد
بن جبير والشعبي والحسن البصري وغيرهم أنها نزلت في ذلك، انظر: ابن كثير:1/310.
[2]
غير المسلمين في المجتمع الإسلامي، يوسف القرضاوي، بتصرف.
اسم الکتاب : سلام للعالمين المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 594