responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : سلام للعالمين المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 593

قلت: فما الوظيفة الثالثة التي تجعل من هذه الأمة شهودا عدولا على الأمم من حولنا؟

قال: الرخاء.

قلت: هل الإسلام يأمر بالترف؟

قال: الترف رخاء الطغاة المتجبرين.. والرخاء ترف العبيد المتواضعين.

قلت: فكيف يكون وظيفة من وظائف الشهادة؟

قال: كيف يستطيع مدرب النمور والأسود أن يتسلط على قوى السبعية في النمر والأسد ليوجهها إلى اللعب واللهو.. فيجعل من ذلك الذي يخافه الناس على نفوسهم وسيلة رزقه التي يحافظ بها على حياته؟

قلت: ما أسهل ذلك لقد عرف شهوات النمر والأسد، فراح يتلاعب به من خلالها.

قال: فكذلك من يحيط بكم من الأقوام، استعبدتهم الدنيا.. فلا يقادون بمثل نظرهم إليهم.. أو نظرهم لمن يملكها.

قلت: فما الوظيفة الرابعة من وظائف الشهادة؟

قال: السماحة.

قال: ما السماحة؟

قال: هي التطبيق الإيماني لقوله تعالى:﴿ لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ﴾(البقرة:256)

إن هذه الآية صريحة بأنه لا إكراه ولا قهر في اعتناق الدين، وإنما ذلك متروك لعقل الإنسان وتفكيره غير المأسور لتعصب أو هوى أو تقليد أو حظ نفس.. فمن شرح الله صدره للإسلام دخله، ومن ختم على سمعه وبصره، ترك وشأنه دون قسر على الدين.

ولهذا اعتبر الإكراه على الإسلام من الذنوب.. واعتبر المكره على الإسلام غير مسلم.. لأن الإسلام لا يكون إلا عن قناعة.

اسم الکتاب : سلام للعالمين المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 593
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست