responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : سلام للعالمين المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 584

ومستوياته.. وعلى غاياته وأهدافه.

قلت: فحدثني عن أسباب التدافع ومصادره.

قال: يقوم التدافع أساساً على حكمة الله في اختلاف الناس كما يشير إلى ذلك قوله تعالى :﴿ وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ ﴾ (هود: 118)، حيث يبيّن القرآن أن الاختلاف بين البشر، وهو أهم عنصر به يتحقق الغرض من وجود الإنسان، ليس مناقضاً لطبيعته الإنسانية ولكنه معارض لوجوده في المجتمع مع ضرورته، لأنه يفضي إلى التنازع والتدافع، فيقتضي تهذيبه بالضوابط.

ويقرر القرآن أن مصدر التدافع هو الإنسان نفسه التي ألهمها الله فجورها وتقواها.. أي أنه مصدر داخلي، وليس خارجياً، لذلك يربط القرآن تدافع المجتمع بتدافع النفس ويجعل من ذلك سنة مطردة، فمتى تغيّر ما في النفس غيّر الله تعالى ما في المجتمع من حال قال تعالى :﴿ إِنَّ اللَّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ ﴾ (الرعد: 11)

وهذا يدل على أن الإنسان نفسه هو المحرك لهذه السنة، ويكون فعل الله تعالى مطرداً مع فعله، الأمر الذي يقطع الحجة على الأمم في انحطاطها، ويدفعها إلى المشاركة الفاعلة في صياغة العولمة وتشكيلها وتفسيرها، لا أن تتخلف بحجة أن ذلك هو قضاء الله وقدره.

قلت: فحدثني عن صور التدافع ومستوياته.

قال: صور التدافع كثيرة.. ولكنها تتجلى في ثلاثة مستوياته رئيسة..

أما أولها، فهو التدافع في إطار النفس الإنسانية، وهذا هو الأساس والمصدر، وينشأ بسببه صراع داخلي في النفس بين نوازع الخير التي يباركها الله تعالى ونوازع الشر التي يولّدها الشيطان.. وقد عبّر القرآن الكريم عن هذا الصراع بأساليب مختلفة وعرضه بصورة متعددة.. قال تعالى عن النفس الإنسانية:﴿ فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا، قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا، وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا ﴾ (الشمس: 8-10)

اسم الکتاب : سلام للعالمين المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 584
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست