اسم الکتاب : سلام للعالمين المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 583
وهو يرى انطلاقا من هذا
أنَّ الفروق بين الحضارات هي فروق أساسية تتلخص في التاريخ واللغة والثقافة، وأهم
الفروق هو الدين.. فالدين مركزي في العالم الحديث، وربما كان هو القوة المركزية
التي تحرك الناس وتحشدهم، وهذه الفروق الثقافية ليست قابلة للتبديل أو الحلول
الوسط، ومع تحديد العلاقات المختلطة بمقياس ديني أو إثني فستنشأ تحالفات في صورة
متزايدة تستغل الدين المشترك والهوية الحضارية المشتركة، وبناءً على ذلك سيحدث
صدام بين الحضارات.
ولما كان هناك صدام
عسكري يمتد عمره قروناً بين الغرب والإسلام فإنه ليس من المرجح أن ينحسر، وإذا
أضفنا إلى ذلك التفاعل العنيف بين الحضارة الغربية والحضارة الكونفوشيوسية فإنه من
الممكن أن ينشأ تحالف بين الحضارتين الإسلامية والكونفوشيوسية يهدد الحضارة
الغربية، ويبشر بظهور صدام حضارات بين الغرب والبقية THE WEST AND THE REST على حد تعبيره، وبناءً على ذلك فإنه يخاطب الساسة الغربيين
محذراً: ( على الغرب أن يحد من توسيع القوة العسكرية لحضارات معادية محتملة،
خصوصاً الكونفوشيوسية والإسلام)
التفت إلي، وقال: هذا
هو صراع الحضارات.. فما التدافع؟
قال: اللص لا يتصور
الناس إلا لصوصا.. ولا يتعامل معهم إلا بمنطق اللصوصية.
قلت: لم أفهم.. ما
مرادك من هذا؟
قال: التدافع سنة إلهية
كونية قامت عليها حكمة الوجود الثنائي في الخلائق.. فالموجودات كلها متقابلة
مزدوجة، كما قال تعالى :﴿ وَمِن كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ﴾ (الذاريات: 49)
وبما أن الأمر هكذا..
فإن منطق أهل السلام يستدعي التعامل السلمي مع هذه الزوجية.
والتعامل السلمي يقتضي
التعرف على أسباب التدافع ومصادره.. وعلى صوره
اسم الکتاب : سلام للعالمين المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 583