اسم الکتاب : سلام للعالمين المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 564
قدرة المستهلكين واتساع دائرة
المحرومين، وقد دلت الإحصائيات على حقائق خطيرة، ففي العالم (800) مليون شخص
يعانون من البطالة وهذا الرقم في ازدياد، وفي السنوات العشرة الأخيرة عملت 500
شركة من أكبر الشركات العالمية على تسريح أربعمائة ألف عامل - في المتوسط- كل سنة،
على الرغم من ارتفاع أرباح هذه الشركات بصورة هائلة، فإحدى هذه الشركات منحت
للمساهمين فيها مبلغ خمسة مليون دولار لكل منهم(60) والشركات الأمريكية تسرِّح
مليونين من العمال.
ونتيجة لذلك ظهرت عدائية كثير
من منظمات المجتمع المدني الغربية، وخاصة في الولايات المتحدة للعولمة، وخاصة
المنظمات العمالية، واتحادات الشغل التي تراقب أثر عولمة الاقتصاد على معدلات أجور
العمال، وعلى نسبة البطالة في الغرب.
إنّ الفقر الناتج عن البطالة
حتما يقود إلى اتساع دائرة الجريمة فالعولمة تسمح وبيسر للعصابات بأنّ تشكل شبكة
دولية عبر (الإنترنت) وتمكن المتهربين من دفع الضرائب من نقل أموالهم إلكترونيا
إلى أمكنة أخرى، فمن روسيا وحدها وصل إلى العالم الغربي منذ عام 1990م خمسون مليار
دولار بطريقة غير شرعية، ويقدر خبراء الأمن أن ثروة منظمات المافيا في النمسا
وحدها تتجاوز تسعة عشر مليار دولار، كل هذا يجري على حساب الدولة التي بدأت تئن
تحت ضائقة الفقر لتقلص الضرائب وهروبها، وهذا يعني ضعف الخدمات الاجتماعية والتعليمية
والصحية التي تقدمها الدولة، وتتضاعف حدة مشكلة الفقر،وتصبح أشدّ خطورة،وبالنتيجة
فإنّ شرعية هذه الدولة واستقرارها يصبحان مهددان.
أضيفوا إلى هذا فرض السياسات
الاقتصادية والزراعية على دول العالم - وخاصة النامية - بهدف تعطيل التنمية
الاقتصادية، وإبقائها سوقاً استهلاكية رائجة للمنتجات الغربية، وتسليم إرادتها
السياسية للقوى الحاكمة في أمريكا.. ففي بعض الدول انخفضت معدلات النمو عام 98م
بأكثر من 100 بالمائة وارتفعت معدلات البطالة بنسبة خطيرة أدت إلى حدوث مشكلات
اسم الکتاب : سلام للعالمين المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 564