responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : سلام للعالمين المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 53

الغريزي مضر بالشخصية، ويورث الاضطرابات العصبية، والسخط من الحياة)

وفوق ذلك كله، فقد أثبتت الأبحاث التجريبية خطأ ما ذهب إليه فرويد حول الطفولة، وما يدور حولها، فقد أعلن فرويد بأن معارضة رغبات الطفل في صغره ومحاولة الأهل في أن يروضوه على النظام وأصول السلوك تؤثر في تصرفاته إذا كبر، ولذلك كان يرى أنه يجب أن يترك الطفل حرًا بدون توجيه حتى لا يكون ذلك مصدر عقد في حياته.

وقد روج علماء النفس والتربية لهذه النظرية على نحو اتخذ منها وسيلة لهدم أصول التربية وبناء الشباب تحت تهديد وهمي، غير أن العلماء الذين قاموا بإحصائيات وتجارب في البيئة نفسها، تبين لهم فساد هذه النظرية وعدم جدواها، وأن بعض العلماء الأمريكيين أعلن بعد دراسات طويلة بضرورة استخدام الضرب كوسيلة لتقويم الطفل، وقيد الضرب[1]، وقال: (إن مسلك الطفل لا يتأثر بعامل واحد كما ذكر فرويد، ولكنه يتأثر بعدد كبير من العوامل، منها: البيئة والوسط والحالة الاجتماعية، فلا سبيل لإخضاع الطفل إلى نسق واحد)

وقد أجرى الدكتور اسكندر توماس عددًا من البحوث بمعرفة فريق من الأطباء النفسيين، انتهى منها إلى أن نظرية فرويد لم تكن مطلقة، وأنهم درسوا في تجربتهم أحوال 158 طفلا غير منحرفين، منهم الفقراء والأغنياء، وقد نشأ الأولاد أصحاء مستقيمين بالرغم من القيود القاسية في تربيتهم، ودل ذلك على أن مسلك الطفل لا يتأثر بالتوجيه الأبوي، ولا بالزجر أو بالضرب.

كذلك أثبتت الدراسات العلمية بما لا يقبل الجدل أن الدافع الجنسي يأتي في مرتبة أدنى من كثير من الدوافع الأخرى كالدافع إلى الهواء أو الشراب أو المال[2]، ثم إن هذا الدافع


[1] ليس المراد هنا تأييد هذا الرأي، وإنما القصد هو الرد على ما ذهب إليه فرويد.. أما الضرب في حد ذاته، فهو وسيلة من الوسائل التي يلجأ إليها بعد نفاذ كل الوسائل.. انظر (الأساليب الشرعية في تربية الأولاد) من سلسلة (فقه الأسرة برؤية مقاصدية)

[2]أثبتت التجارب أن الدافع الجنسي يأتي في المرتبة الرابعة بالنسبة للحيوان، يتقدمها دافع الأمومة بنسبة 22.8%، ثم العطش بنسبة 20.4، ثم الجوع بنسبة 18.2%، وأخيراً الدافع الجنسي بنسبة 13.8% !.

اسم الکتاب : سلام للعالمين المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 53
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست